الصالحي، محسن وآخرون (2009). واقع تطبيق التربية الإسلامية في القضايا المعاصرة من وجهة نظر المعلمين بدولة الكويت. القاهرة: مجلة عالم التربية، العدد 29، السنة 10 (أكتوبر). من ص 15 إلى 66.

واقع تطبيق التربية الإسلامية في القضايا المعاصرة

من وجهة نظر المعلمين بدولة الكويت

أ. د. محسن الصالحي

أ.د. بدر ملك

أ.د.لطيفة الكندري

ذو القعدة 1430 هـ

أكتوبر 2009 م


ملخص الدراسة:

يهدف البحث الى دراسة التربية الإسلامية ودورها في بعض مناحي الحياة العامة ومجالات القضايا المعاصرة الخاصة والمتمثلة في مجال الفرد والأسرة والوسائط التربوية والمجتمع من منظور المعلمين والمعلمات في دولة الكويت. كما يهدف البحث إلى مساعدة التربويين في فهم الواقع والتعامل معه بصورة أعمق والتأثير فيه بشكل أدق. وتم استخدام المنهج الوصفي في جمع البيانات والمعلومات اللازمة لتحقيق أهداف البحث. وقد بلغت عينة الدراسة (582 ) من المعلمين والمعلمات، وفيما يلي أبرز النتائج التي أسفرت عنها الدراسة:

‌أ.      في مجال الفرد:

1-  88 % من أفراد العينة يتقبلون أفكار الآخرين المختلفة.

2-  انقسمت آراء أفراد العينة حول موضوع البحث عن واسطة (تحايل على القانون؛ المحسوبية)، ففي حين نجد أن حوالي 44% يرفضون مبدأ البحث عن واسطة لإنهاء معاملاتهم، نجد كذلك أن 40 % يوافقون على هذا المبدأ.

‌ب. في مجال الأسرة:

1-  أكثر من 92 % من أفراد العينة يرون أن الشروط التي وضعها الإسلام لاختيار الزوجين لبعضهما تعزز الاستقرار الأسري.

2-  رأى 67 % من أفراد العينة أن التكنولوجيا الحديثة هي من أسباب المشاكل الحالية.

‌ج.   في مجال الوسائط التربوية:

1-  يرى 71% من أفراد العينة أنهم تعلموا منظومة القيم الخاصة بهم أثناء سنوات الدراسة.

2-         يرى 73 % من أفراد العينة أن المجمعات التجارية مكان لكثير من المخالفات الشرعية، ويرى 85 % من أ فراد العينة تكثيف الرقابة على هذه المجمعات.

‌د.    في مجال المجتمع:

1-   66 % من أفراد العينة يرون ضرورة أن تتوقف حرية الفرد عندما تبدأ حرية الآخرين.

2-       رأى 94 % من أفراد العينة أن الفهم الصحيح للدين يمنع من الانحرافات الفكرية.

3-       وافق 82 % من أفراد العينة على أن الفوضى في استقدام العمالة يعطل عجلة التنمية في المجتمع .

مقدمة:

تقوم التربية الإسلامية منهجا وتطبيقا بدور محوري في بناء المجتمع تاريخاً وحضارة وثقافة، كما تساهم في تشكيل سمات أفراده على نحو ملحوظ منذ بزوغ فجره وحتى الآن. تهدف هذه الدراسة  المنهجية إلى استجلاء دور التربية الإسلامية في التواصل مع قضايا العصر مع التركيز على رؤية المعلمين والمعلمات في المجتمع الكويتي بين الواقع والمأمول ولا يتأتى ذلك إلا بالنظر في الكتابات الرصينة بحثا وتنقيبا ومناقشة وجمع الملاحظات الميدانية وذلك في ضوء احتياجات وإمكانيات وتطلعات الواقع المحلي من جهة وفهم تداعيات المتغيرات الدولية من جهة أخرى. إن المحاور المهيمنة على مباحث الدراسة الراهنة تتجلى إجمالا في التمركز حول الفرد والأسرة والوسائط التربوية والمجتمع.

يبذل باحثو التربية الإسلامية جهودا كبيرة لمواكبة المستجدات المعاصرة وتطوير خطابهم كي يتواءم مع متغيرات المجتمع، وهذا الجهد الكريم في مسيرة مراجعة الفقه التربوي وعلى كثرة ما تم تأليفه من المطولات والمختصرات وعلى كثرة ما عقدت من ملتقيات ومؤتمرات في هذا الباب إلا أن الوضع الراهن يستدعي المزيد من البحث المتين، والفكر الرصين، والنظرات الإبداعية، والممارسات الريادية كي نحافظ على هويتنا الأصيلة، ونطور مسيرتنا العريقة، ونحقق إنسانيتنا الكاملة، ونستمع بالحياة الطيبة.

إن المتخصصين في حقل التربية الإسلامية يرون أن تقديم التربية الإسلامية لتلبية تحديات وحاجات وتطلعات المجتمع عملية مهمة ومن الخلل الفادح أن نقصر دراساتنا على التربية الإسلامية كتراث لعب دوره في الماضي (الكيلاني، 1995م، ص 840). يجب أن لا نكتفي بأن ننتسب بفخر إلى الماضي وكأنها حقبة مضت، وأيام ولت بل الجهود لا بد من أن تتآزر الجهود لتجلية ومراجعة وتجويد مسيرة التربية الإسلامية المعاصرة فكرا وتطبيقا وعطاء.

وإذا كانت القاعدة الشاملة اليوم في الدول المتقدمة والمؤسسات المؤثرة هي أنه “لا يمكن للأمة أن تتفوق بدون أن تشجع البحث العلمي” (الأهدل، 2007م، ص 499) فإننا في هذا البحث نحاول المساهمة في ذلك الخط فكريا وعمليا. إن التعامل المنهجي لتطوير الخطاب التربوي الإسلامي المعاصر في إطار الواقع قوة لتحقيق الذات أولا، ولتوليد طاقة متطورة للتحرر من العوائق ثانيا، والتواصل مع العصر وتكوين فهم أكبر للأصول بغرض المساهمة في وضع لبنات البناء المجتمعي الحضاري ثالثا.

على ضوء كل ما سبق ومراعاة للمشهد الثقافي العربي والمحلي والعالمي فإن الدراسة الحالية تسعى إلى أن تستمد رؤيتها الأولية من أساسيات التربية الإسلامية عبر تسليط الضوء على جملة منطلقات تتمركز حول المقاصد العامة والمصلحة المشتركة وتساهم في الإفادة من موروثاتنا التربوية في التواصل والتفاعل والتعاطي الواعي المتزن مع قضايا العصر بما يحقق الأغراض النبيلة من عزة للفرد ورفعة للمجتمع.

مشكلة الدراسة :

تتمثل مشكلة الدراسة في تسليط الضوء على مساحات التربية الإسلامية في مناحي الحياة عامة ومجالات القضايا المعاصرة خاصة والمتمثلة في ( الفرد – الأسرة – الوسائط التربوية– المجتمع مقومات – المجتمع معوقات) وذلك من أجل مساعدة التربويين في فهم الواقع والتعامل معه بصورة أعمق والتأثير فيه بشكل أدق. ولا شك أن الأسرة من وسائط التربية ولكن نظرا لأهميتها العظمى أفردنا لها مجالا مستقلا عن الوسائط التربوية.

وانطلاقا مما سبق يمكننا صياغة مشكلة الدراسة في التساؤلات الآتية :

1-  ما واقع تطبيق التربية الإسلامية في القضايا المعاصرة المتعلقة بكل من

 ( الفرد- الأسرة – الوسائط التربوية– مقومات المجتمع – معوقات المجتمع ) في المجتمع الكويتي من وجهة نظر عينة الدراسة ؟

2-  هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في استجابات عينة الدراسة في تحديد واقع تطبيق التربية الإسلامية في القضايا المعاصرة المتعلقة بكل من (الفرد – الأسرة – الوسائط التربوية– مقومات المجتمع – معوقات المجتمع) في المجتمع الكويتي تعزى لمتغير (الجنس – الجنسية – المؤهل الدراسي ) ؟

3-  ما المقترحات التي يمكن تزويد المربين بها للتعامل مع القضايا المعاصرة المستجدة والمتعلقة بالفرد والأسرة والوسائط التربوية والمجتمع   ؟

أهمية الدراسة :

من أهم دواعي الكشف عن جوانب التربية الإسلامية في القضايا المعاصرة أنها تمهد الأرض للمثقف المسلم وتعينه على توفير قدر أكبر من الفاعلية التي تعين على تناول المواضيع العصرية من منظور التربية الإسلامية مع مراعاة أبعاد عملية البناء القيمي للمجتمع المحلي. إن الإطلاع على نتاج الواقع وتحليل الفكر والسلوك عبر بوابة مناهج البحث وثمار الثقافة تكون أكبر نفعا وأعظم أثرا إذا اقترنت بالرؤية التربوية الإسلامية. يشهد العالم اليوم تدفقا معرفيا هائلا وسط بنية ثقافية تستقبل الجديد الذي لا يخلو من جوانب ايجابية وسلبية. وتقف مؤسسات التعليم عاجزة عن مواكبة ورصد كل جديد فلا تستطيع بمفردها أن تقوم بعملية توجيه المجتمع نحو أفضل طرائق التعامل مع النوازل الجديدة. ولهذا فإن المؤسسات المساندة – بكافة صنوفها – معنية بتحرير العقل وتنويره بكل ما ينمي قدرة المتعلم والمعلم على التدبر وانتقاء الأصلح حالا والأنفع مآلا. قال جل ثناؤه في أصحاب الرشاد من أصحاب العقول السليمة {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ }الزمر18.

إن هذا التوجه في تسليط الضوء على القضايا المعاصرة من منظور تربوي على النحو المذكور لم يلق إلى الآن الكثير من الاهتمام والمناقشة المثمرة من جانب المتخصصين والمتخصصات كعمل منهجي موسع لثلة من الباحثين مما يستدعي تكاتف الجهود لتعزيز هذا التوجه وتجلية طرقه وقضاياه وتبعاته واستشراف المستقبل بناء على مؤشرات موضوعية وخطوات مرصودة. إن ثقتنا بقدرة التربية الإسلامية على تقديم رؤى ثاقبة في القضايا المعاصرة محليا وعالميا من أهم دواعي تتبع هذا الأمر الذي أخذت بعض الأقلام وبجهود فردية تعالجه أحيانا من دون روية أو من غير رؤية. آن الأوان لإثراء هذا الجانب بصورة أكبر وأعمق وأدق لوضع الخطوط العريضة لعملية إبراز المبادئ العامة للتربية الإسلامية في مجموعة من القضايا المعاصرة في إطار احتياجاتنا المجتمعية وثوابتنا الدستورية لمعرفة موطن الخلل ونقاط العمل وسبل التنمية فالتربية في حقيقتها حركة نامية وليست فكرة جامدة.

يرى بعض الباحثين “إخضاع التربية الإسلامية والخطاب الإسلامي المعاصر للدراسة والتحليل وفق معايير نقدية قادرة على تشخيص ما تعانيه من تراجع فيما يتعلق بدورها وقدرتها على مواكبة العصر. وعليه فإن الأساس هو التعامل مع القضايا المعاصرة باعتبارها تقع في دائرة النسبية، ومن ثم فتح الباب أمام الاجتهادات المختلفة حول هذه القضايا والمرونة في تقبل وجهات النظر المخالفة. وذلك يستلزم انفتاح التربية الإسلامية على جميع المدارس الفكرية الإسلامية، على اعتبار أن لكل منها عطاؤه المميز في جانب من الجوانب، ولا يجوز ادعاء العصمة والكمال لمدرسة بعينها وانفتاح التربية الإسلامية على المناهج الحديثة، والنظر إلى البحث العلمي باعتباره رحلة نسير فيها وليس محطة نتوقف عندها، وباعتباره عملية مستمرة أساسها الجدل بين النظرية والتطبيق، والحرص على مواصلة الإفادة العملية من مخرجاته” (العوضي وآخرون، ص 1، 2، باختصار).

وباختصار شديد تنبع أهمية الدراسة مما يلي :

1-  الدراسة الميدانية الراهنة تعد فريدة من نوعها في هذا المجال؛ حيث تعاني التربية الإسلامية من كثرة الكتابات الإنشائية وقلة الدراسات الميدانية. كثير من الدراسات الإسلامية تَكثر فيها النصوص الدينية وتقل فيها الشروح العقلية والاستدراكات الفكرية. من المهم المزاوجة بين العطاء العقلي والنقلي لاسيما في مجال الفكر التربوي الإسلامي.

2- الدراسة الحالية قد تكون أول دراسة في الكويت تتناول هذا الموضوع المهم الذي يحدد واقع التربية الإسلامية في القضايا المعاصرة ومدى وعي أفراد المجتمع الكويتي بهذا الواقع.

3- تدعم هذه الدراسة الجهود الحثيثة لترشيد حركة التربية الإسلامية في المجتمع الكويتي. إن اهتمام دولة الكويت بالتربية الإسلامية ينبع من أن الإسلام موجه للدستور ومرشد للشعب يلهمه بمبادئه السامية وقيمه النبيلة في عملية تنشئة الأجيال القادمة على هدي من تعاليمه التي تقوم على الوسطية والاعتدال، وتنبذ الغلو والتعصب والتطرف فكراً وسلوكاً ومنهجاً ، وتدعوه إلى التعايش مع الآخرين لتحقيق الحياة الكريمة للفرد (اللجنة الاستشارية العليا، 2009م، ص 2).

4-  هذه الدراسة تزود القائمين على التربية في المؤسسات المختلفة بمؤشرات عامة تكشف عموما عن دور التربية الإسلامية في القضايا المعاصرة.

5-  الدراسة الحالية تعّرف متخذي القرار بجوانب القوه والضعف فيما يتعلق بتطبيق المجتمع الكويتي لمبادئ وتعاليم التربية الإسلامية عند التعامل مع القضايا المعاصرة مما يساعدهم على وضع الخطط والبرامج التي تدعم جوانب القوة وتعالج جوانب الضعف.

6-  مثل هذه الدراسة الميدانية تفتح باب الدراسات التتبعية حيث يتم قياس نفس الظاهرة بعد فترة زمنية بغرض استكشاف حركة نمو وتغير المجتمع ومتابعة التحولات الثقافية فيه. هذه الدراسة نواة لدراسات متخصصة بتقديم مؤشرات كمية سلوكية عند شريحة المعلمين من الجنسين يمكن تتبعها ومراقبتها عبر الزمن (كل خمس سنوات مثلا) مما يساعد على رصد المسيرة التنموية الكويتية من منظور التربية الإسلامية (مكتب التوجيه المجتمعي، 2008م، ص 17).

7-  يعاني الفكر التربوي في عالمنا العربي من فقدان المعايير وبالتالي تختلط فيه الفلسسفات والممارسات التربوية على نحو يجعل المعلم غير قادر على تفسير القضايا التربوية عموما، أو تدبر المشكلات التعليمية، ناهيك عن وضع حل لها (نصار، 2005م، ص 136).

أهداف الدراسة :

تسعى الدراسة إلى تحقيق الأهداف الآتية:

1-  التعرف على واقع التربية الإسلامية في جوانب الحياة عامة والقضايا المعاصرة خاصة والمتمثلة في (التعامل مع الآخر – العلاقات الزوجية والأسرية – الوسائط التربوية بين التناقض والتناغم –  معوقات ومقومات التنمية ).

2-  التعرف على مدى الوعي لمبادئ التربية الإسلامية في التعامل مع القضايا المعاصرة المجتمع الكويتي.

3-  تزويد وإمداد المربين والتربويين بمقترحات عامة للتعامل مع القضايا المستجدة وفق رؤية تربوية سليمة نابعة من واقع مجتمعي من جهة وبما تمليه أسس التربية الإسلامية من جهة أخرى.

حدود الدراسة : 

ستقتصر الدراسة الحالية على الكشف عن واقع التربية الإسلامية في القضايا المعاصرة الآتية  (التعامل مع الآخر – العلاقات الزوجية والأسرية – الوسائط التربوية بين التناقض والتناغم -التنمية) ومدى تطبيق أفراد المجتمع الكويتي لمبادئ التربية الإسلامية في التعامل مع تلك القضايا. تتكون مجتمع الدراسة من عينة عشوائية من كويتيين وجنسيات عربية في مختلف المحافظات ويمثلون المعلمين والمعلمات بوزارة التربية خلال العام الدراسي 2008/2009م.

البنية المفاهيمية

المقصود بالقضايا المعاصرة في هذه الدراسة تلك القضايا المتعلقة بـتربية (الفرد والتعامل مع الآخر – العلاقات الزوجية والأسرية – الوسائط التربوية بين التناقض والتناغم – مقومات ومعوقات التنمية ). وعليه فإن القضايا التربوية المعاصرة هنا هي مجموعة مشاكل ومسائل ملحة في هذا الزمان تواجه الفرد والمجتمع وتستدعي الاستجابة لها والتفاعل معها. ومن أمثلة القضايا المعاصرة طموحات الفرد والمجتمع المسلم وكذلك المشاكل والتحديات التي تواجهه مثل (الحفاظ على الهوية-تفعيل الخبرات الحضارية في حاضر المجتمع –تقليص المشكلات التربوية والثقافية والنفسية والاجتماعية وعلى رأسها التفكك الأسري والانحراف الأخلاقي والتطرف الفكري والفساد السياسي والعجز الاقتصادي).

تحتل التربية الإسلامية مساحة واسعة في تفكير المسلمين وحياتهم، ويستمد منها المسلمون قيمهم التي تهذب سلوك الفرد وتقوي وحدة الجماعة وتوجه المجتمع نحو الخير والعمل وتلزمه بالقيم التي تحكم سلوكه. وقيم المسلم هي قيم الإيمان بالله، وقيم العلم النافع ، وقيم العمل الصالح , وقيم الخلق الحسن ، وقيم التعاون الجماعي. فمن خلال تلك القيم وغيرها تتحقق الحياة الكريمة للفرد والمجتمع (المركز العربي للبحوث التربوية، 2006م، ص 44). ربطت التربية الإسلامية بين العقل والروح وجعلتهما من وسائل التنشئة السليمة ومن أهم الأنشطة الدينية (Al Zeera, 2001, p.9).

ولتحديد البنية المفاهيمية للبحث الراهن فإننا نشير بداية إلى أن للتربية الإسلامية كما هو معلوم عدة تعريفات متقاربة (الماص وصالح، 2008م، ص 21، انظر الميمان، 2002م، ص 499). يعرف سعيد إسماعيل علي (2005م) التربية الإسلامية بالتعريف الآتي “هي منظومة متكاملة من نسق معرفي من المفاهيم ، والعمليات، والأساليب، والقيم، والتنظيمات التي يرتبط بعضها بالبعض الآخر في تآزر واتساق وتقوم على التصور الإسلامي لله والكون والإنسان والمجتمع وتسعى إلى تحقيق العبودية لله بتنمية شخصية الإنسان بصفته فردا وجماعة من جوانبها المختلفة بما يتفق والمقاصد الكلية للشريعة التي تسعى لخير الإنسان في الدنيا والآخرة” (ص 32-33).

وتُعرَّف التربية الإسلامية أيضا بأنها “تنمية جميع جوانب الشخصية الإسلامية الفكرية والعاطفية والجسدية والاجتماعية وتنظيم سلوكها على أساس مبادئ الإسلام وتعاليمه بغرض تحقيق أهداف الإسلام في شتى مجالات الحياة” (عوض، 1990م، ص 34). ومن ضمن التعريفات أنها “تربية القيم التي بها وحدها صلاح الحياة البشرية، وبها وحدها لتحقيق التوازن الكامل في شخصية الفرد لأنها التي تجمع بين الإيمان والخلق والعلم والعمل ولا معنى للتربية إذا أنكرت هذه العناصر” (التميمي و سمرين، 1985م، ص 17).

إن التربية الإسلامية مرتبطة بالنشاط اليومي للفرد كعبادات ومعاملات ضمن إطار شامل وهي مجموعة المفاهيم والأفكار والمبادئ التي نستثمرها عمليا من خلال أساليب وأنشطة هادفة تسعى إلى تنشئة الأجيال وتنمية قدراتها لمواجه مسئولياتها الخاصة والعامة في الحياة (الصالحي وآخرون، 2005م، ص 19). ويوضح عبدالله (1990 م، ج2، ص 489 – 517) أن وظيفة التربية الإسلامية تنشئة شخصية متكاملة حيث يقول أن “التربية الإسلامية تهدف إلى غرس الإيمان وتنشئة الشخصية المتكاملة عند كل فرد ذكر أو أنثى بصرف النظر عن لونه أو بلده أو عشيرته التي ينتمي إليها”. والتربية الإسلامية تعتني بالفرد في سياق المجتمع وتوازن بين الناحيتين؛ الفردية والاجتماعية.

وأبعد وأعمق مما سبق فإن التربية الإسلامية تقوم – إذا تم توظيفها بأمثل الطرق- بالمساهمة بتشكيل التراث وتوجيه الواقع للوصول إلى نظام تعليمي متميز يرسم دورا مباشرا في القضايا المعاصرة حيث يتم التثقيف العلمي وتنشيط حركة الفكر وتجويد الإنتاج في كلا الطرفين : التراث والواقع ، ليخلص الفكر التربوي الإسلامي في نهاية المطاف إلى تكوين نظام تعليمي إسلامي له سماته وأهدافه وتاريخه، وتمتزج في منهجيته العامة مقتضيات الأصالة والمعاصرة (النجار، 1995م، ص 9).

إن الجانب العقدي والفكري يساهمان في التكوين المجتمعي، والتربية الإسلامية تعتني بتهذيب القيم والنوازع الإسلامية لرفع واقع الأمة المعاصرة ونشر مظاهر التعامل الواعي المتزن مع القضايا الحياتية القائمة. إن الوفاء بما سبق يستلزم إدراك أبعاد الزمان والمكان في استيعاب معطيات التراث على ضوء التجربة الإسلامية للعصر الأول من جانب ، وإدراك معنى التغيرات الكمية والنوعية في الحياة البشرية من جانب آخر ، إن هذه العملية يمكن أن نطلق عليها عملية التوازن بين كفتي “الأصالة المعاصرة” (انظر، أبو سليمان، 1992م، ص 42، 43). ولهذا تحتاج التربية الإسلامية إلى أن تتبلور على يد متخصصين في التربية لصقل الخبرات التعليمية ورسم الأهداف على يد مربين ومؤسسات مؤهلة قادرة فهم ثوابت الدين ومتغيرات العصر (الكيلاني، 1992م، 67-91). وكلما كان التوازن سليما بين الأصالة والمعاصرة كانت المسيرة صحيحة ومتوازنة ومتوافقة وقادرة على تحقيق مستلزمات العصر والتواصل السليم مع مجرياته وإلا عاش العقل المسلم أسير سراب الماضي ينغلق فيه ولا ينطلق منه.

الإطار النظري:

لقد لعبت التربية الإسلامية دورا فعالا في التأثير على رؤية أفراد المجتمع للقضايا المعاصرة على مر الزمان. ورغم اختلاف الرؤى حول دور التربية الإسلامية في القضايا المعاصرة إلا أن الجميع يتفق على أهمية هذا الدور، وأثره الكبير، وتعدد روافده، وتشعب تحدياته.

يحتاج المسلم اليوم إلى مجموعة مبادئ تربوية عملية عامة منبثقة من مقومات التربية الإسلامية كي يستند إليها ليتعامل مع معطيات وقضايا الحاضر على بصيرة فتتحسن نواتج العملية التعليمية، وتنهض برامجها، وتتجدد مجالاتها. لا يمكن التعامل مع القضايا المعاصرة جميعها نظرا لكثرتها وتجددها ولكن وضع منطلقات عامة للتعامل هي الطريقة المثلى للتعامل معها وقاية وتنمية وعلاجا. وهذا هو منهج الدراسة في الدراسة الراهنة.

لا شك أن التربية الإسلامية – بمقاصدها وتفصيلاتها – تربية شاملة وموضوعية وواقعية ومرنة وعادلة ووسطية وهي رحمة للعالمين ومن هنا تظهر قيمة التربية الإسلامية كإطار ينظم الحياة ويهدي المجتمع نحو العلم النافع وصالح العمل كما يكفل حث وتوجيه الفرد والمجتمع على السعي الجاد في التحلي بمكارم الأخلاق والتخلي عن كل فعل ذميم.

وكل فلسفة فعالة تتطلب أساليب وأدوات لتسلك المبادئ النظرية طريقها في دنيا الناس ومعترك الحياة. ينادي التربويون اليوم بوجوب “قيام المؤسسات التربوية خاصة الأسرة والمسجد ووسائل الإعلام باعتبارهم من أهم المؤسسات التربوية من حيث التأثير المباشر في التربية والتوجيه بتيسير القدر الكافي من المعارف الشرعية والأفكار السليمة لكافة المسلمين على اختلاف أعمارهم وعقولهم.. وتهيئة الحلول الإسلامية لمشاكلنا الموروثة والمعاصرة ومن أهمها الاعتقاد بالخرافات والأوهام حول السحر وما يفعله السحرة من شعوذة” (محمد، 2009م، ص 36).

تناول سعيد إسماعيل علي في كتابه الخطاب التربوي الإسلامي مظاهر ضعف التعـليم القائم في كثير من البلـدان العربية والإسلامية أهمها “افتقاد الفلسفة التربوية العامة، فمن المعروف أن فلسفة التربية هي التي ترسم الإطار العام الذي يوجه العمل التعليمي، ومن المفروض أن تبنى فلسفة التربية في العالم الإسلامي على العقيدة الإسلامية، لكن الواقع ينبئنا بأن الإطار الفلسفي التربوي العام شبه مفتقد، لا من وجهة النظر الإسلامية فقط، بل من وجهة نظر الفلسفات التربوية الكبيرة المعروفة، ويتحول الوضع إلى ما يشبه «الموزايك» الفلسفي، فهذا يمكن إرجاعه إلى العقيدة الإسلامية، وذاك إلى الفلسفة البراجماتية، وهذا إلى الاشتراكية، وذاك إلى غير هذا وذاك من فلسفات”.

إن وسائط التنشئة الاجتماعية هي اليد التي تمد الفلسفة بالحركة، وتبث النشاط بالفكر، وتهب الرؤى البقاء والثراء والنماء. ولعل حماية العقل وتنميته واجب منوط بكل وسائط التربية لتحقيقه. العقل قوة باحثة على الخير وباعثة على الإبداع ولهذا فإن حماية العقل ورعايته من مقاصد التربية الإسلامية التي كفلت حرية الفكر بل طالبت على الدوام بإعمال الوعي واستثماره حق الاستثمار.

إن أزمة وطننا العربي أزمة تربية ورهاننا الوحيد الحاسم على التربية الإسلامية كمبادئ وتطبيق لمواجهة تحديات العولمة. إن بيان رؤية التربية الإسلامية في مواضيع عصرية من مثل التعامل الواعي مع العولمة والتربية الوطنية وقضايا الإرهاب والأمن والصحة والبيئة وتنمية التفكير النقدي والتسامح وحقوق الأطفال وغيرها من القضايا الهامة التي تتيح أرضية هامة وعملية للمربين عموما والآباء والأمهات خصوصا وتقدم لمؤسسات التنشئة الاجتماعية زادا من الأهمية بمكان. تساهم عملية الكشف عن جوانب التربية الإسلامية في القضايا المعاصرة في عملية التعامل الواعي المتزن مع المستجدات الجديدة وتوظيفها في عملية التنمية المستدامة.

إن التربية الإسلامية اليوم تواجه بنية معقدة من التحديات الخارجية والداخلية، كتحديات العولمة والحداثة، والهوية والتراث والتطرف والعنف والإرهاب وفوضوية الفضائيات التجارية التي قد تستغل السماء المفتوح لتسوق سلعها على حساب قيم الاقتصاد والاعتدال والإنتاج. وهناك على الطرف الآخر التحديات الداخلية وعلى رأسها مشاكل الطلاق وانتشار المخدرات والإساءة للأطفال والتعصب القبلي والمذهبي وحماية حقوق الأقليات والعمالة الوافدة والعزوف عن القراءة عند الصغار والكبار بل حتى عند كثير من المتعلمين تعليما عاليا.

من جوانب الجمال والسعة والشمول في التربية الإسلامية أنها تلبي احتياجات ومتطلبات الفرد والمجتمع وتمدهما بخطوط عريضة ومبادئ قويمة تدل قطعا على أبعاد معرفية نافعة ومضامين تربوية قيمة. إن التربية الإسلامية تربية مرنة من حيث ارتباطها بمجريات الواقع وتطور الحياة فهي تربية قابلة لتوليد الأفكار وتحرير المسائل وتجديد المناهج في البحث وغيره لتجويد العلوم ومراجعة القديم في شتى الحقول. يشهد العالم نهضة ثقافية شاملة وواسعة ويظل الإسلام شامخا يرشد العقول نحو قيمه الخالدة، وشريعته السمحة، وتربيته الحكيمة. لهذا فإن إظهار جوانب التربية الإسلامية في القضايا المعاصرة ضرورة إزاء هذه النوازل الحديثة بمنهجها ومفرداتها، وأسلوبها، وموضوعاتها، وتكاثرها.

إن المجتمع الكويتي وجميع المجتمعات الإسلامية “في أشد الحاجة إلى دور التربية الإسلامية بمفهومها الواسع، ولكن المشكلة الملحة هي: أي تربية “إسلامية”؟ ومن وجهة نظر مَنْ؟ ومَنْ الذي يستطيع تحديد المفاهيم والمبادئ التي يمكن أن يتفق حولها ممثلو التيارات المختلفة في المجتمع الكويتي؟” ومن هنا تشتد الحاجة إلى نشر ثقافة الحوار و تبني مناهج بحث غير تلك السائدة، ومنها: المنهج النقدي، ومنهج المعايشة (أحمد، 2009م، 34-35).

كانت بعض القضايا الجديدة من مثل الديمقراطية مرفوضة جملة وتفصيلا في الفكر الإسلامي المعاصر لأن النظر لها كان في العموم والإطلاق كما يقول زكي الميلاد (1994 م) “أما اليوم فإن الديمقراطية تخضع لتشريح في الفكر الإسلامي، لمعرفة مكوناتها الجوهرية، والنتيجة القبول لبعض تلك المكونات، لا كلها كالتعايش السلمي بين الجماعات وأخذ رضا الشعب في الانتخاب والترشيح واحترام حقوق الإنسان والفصل بين السلطات وما أشبه ذلك. وهذا التطور بدوره يكشف عن تحول منهجي في الفكر الإسلامي المعاصر الذي كان يغلب عليه الإطلاقية سابقا ويقترب من النسبية اليوم. وهذا تحول هام يضمن الفكر الإسلامي حيوية ويدفعه نموا. وهذه هي قاعدة الانفتاح الايجابية والتوازن في نقد وتقويم الفكر الإسلامي للأفكار والنظريات والمناهج من مشاربها المختلفة” ( ص 17، بتصرف، انظر أيضا الكندري، 2007م، ص 66-67).

وإذا أردنا حقا أن نرد للتربية اعتبارها وللثقافة دورها، وللفنون مكانتها وللعلوم صدارتها، وللحياة حركتها وللأمة المسلمة أمنها فلا مناص من الإفادة المنهجية من معطيات التربية الإسلامية وأساسياتها الإنسانية في إطار المجريات الحاضرة والخبرات الحضارية. يحتاج خطابنا التربوي في عصر العولمة إلى أن يترجم بأسلوب منهجي عملي جملة أخلاقيات حضارية لتكون عنوانا لمناهجنا الدراسية، ومنطلقا لتأهيل مؤسسات المجتمع المدني، وقاعدة للوعي الثقافي الجماهيري في التعامل مع قضايا العصر وفق هدي التربية الإسلامية وبما يحقق مصالحنا الوطنية، ويخدم قضايانا المصيرية.

  1. الإيمان بالوحي والاعتزاز بالتوحيد والالتزام بمقتضياته عقيدة وشريعة؛ فكرا وتصورا وسلوكا.
  2. تنمية العقل الحر الناقد المبدع وترسيخ مبدأ الحوار الهادف بين الأفراد والأمم.
  3. الاهتمام بالدنيا وعمارتها وتوجيه الناشئة نحو العلوم الدينية والمدنية بجميع فروعها حسب حاجيات المجتمع من جهة ووفق رغبات المتعلمين وميولهم وقدراتهم الفردية من جهة أخرى.
  4. مراجعة المناهج الدراسية لتواكب التطورات الحديثة على هدي ثوابتنا الأصيلة.
  5. العناية بالفنون المتنوعة وتشجيع الناس على الاستمتاع بمباهج الحياة دون إفراط أو تفريط.
  6. توفير الإسناد المادي والعلمي والمعنوي للأسرة كي تقوم بدورها في النهوض بالمجتمع مع تمكين المرأة لتمارس دورها المجتمعي والحضاري مع الحفاظ على رسالتها الأسرية الخالدة.
  7. التمسك بالعقيدة الإسلامية مع التسامح في التعامل والتحاور مع المخالفين انطلاقا من قوله تعالى “وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً” (البقرة: 83).
  8. إنكار الإرهاب ومحاربة الفساد بكافة صنوفه محليا وعالميا والإيمان الجازم بأهمية الجهاد في الحفاظ على هويتنا المسلمة ومصالحنا المشروعة.
  9. تطوير مؤسسات التربية والتعليم وتجديد طرائقها في دعم الاستثمار البشري لجميع فئات المجتمع وضرورة الارتقاء بمناهج إعداد المعلمين والمعلمات ووضع خطط تربوية مستقبلية تتناسب مع تطلعات المجتمع ومعطيات الحركة العالمية.
  10. وضع آليات ملموسة لمؤسسات المجتمع المدني لممارسة دورها في تعضيد مقاصد التربية الإسلامية قولا وتطبيقا وتخطيطا على نحو يخدم عمليات البناء المجتمعي على أساس التنمية كي يحفظ هويته، ويحقق أهدافه.
  11. تشجيع البحث العلمي الكمي والكيفي ومواصلة الإفادة العملية من مخرجاته.

الدراسات السابقة:

الدراسات العربية:

1-   (شبار، 2006)

تناول سعيد محمد شبار ( الإطار المنهجي للفكر الإسلامي المعاصر) ، الذي عالج مجموعة من الرؤى والمقولات والأدوات المنهجية في التفكير الإسلامي الحديث والمعاصر، ومن أبرزها الثنائيات أو المقاربات المزدوجة التي ترتبط بالهوية، والغرب، والدولة، وحقوق الأقليات، وغيرها، كالأصالة والمعاصرة، والإسلام والغرب، والوحدة والتجزئة، والتبعية والاستقلال إذ أمست هذه المقاربات المزدوجة من أبرز سمات الخطاب الإسلامي.

وحلل الكاتب الإشكاليات المنهجية والملابسات التي لابست هذا الخطاب، وشدد على أن الجمود والتقليد داء، والاجتهاد والتجديد دواء، ومدخل ذلك كما يعتقد: التربية والتكوين التأهيلي للناشئة وصلتهما بالتربية الإسلامية. ولا يعني هذا تكريسا لنظرة انعزالية تنقطع مع التراث، بل هي دعوة إلى تحقيق كسب إضافي إليه، ينبني عليه ويستمد منه ويستلهمه ويستوعبه من غير اجترار وتكرار، يدخل معه في علاقة جدلية تحقق لـه تواصلا مستمرا وتجاوزا مستمرا. والمجتمعات الإسلامية الآن تعج بالحوادث والنوازل الجديدة، مالية وطبية وأخلاقية وعلاقات دولية… وتحتاج إلى فقه شرعي جديد تحقيقا لمقاصد الدين وأيضا التواصل مع التراث والارتباط به، كما ينبغي أن لا يحجب الأصول فيتحول هو إلى أصل بديل عنها. وعليه ينبغي الانفتاح على التجارب والخبرات والحكم الإنسانية على العلوم، وعلى المناهج المساعدة في البحث مع قدرة على التحكم فيها وتوظيفهما دون إهمال الأصول.

2-   (عمران، 2007م)

هدف البحث إلى تعريف التسامح في نقاط أساسية باعتباره قيمة أخلاقية، وأكد الباحث أن الأخلاق لا تعني المثل والشعارات والتحلي بالمبادئ البراقة من دون تطبيق، فالأخلاق في هذا السياق سلوك وعمل، بل إنها إستراتيجية متكاملة، وبذا تحول مفهوم التسامح من المجال التجريدي لينخرط في دائرة العمل السياسي والفعل القانوني، ويخرج من فكرة التساهل التي تحمل دلالة التعالي والتفضل والتكرم، إلى فكرة التفاعل التي تحمل معنى الاحترام والمغايرة والوعي. وأوضح الباحث أن الطريقة التي بها يتمكن تطبيق التسامح ويصبح سلوك حياة لا يكون إلا بطريقة عقلانية والتي تتلخص في أن الثقافة الدينية اليوم تحتاج احتياجاً ضرورياً إلى التحديث. وأكد الباحث في نهاية عرضه لموضوع التسامح أن التسامح بهذا الاعتبار مفتاح الاستنارة.

3-  (سبيلا، 2007)

تناول الباحث (معوقات الحداثة الإسلامية وأزمة النخب) ويعالج بتحليل واضح ما يتبدى من التباس وتقابل بين الإسلام والحداثة بقوله: في ما يخص التقابل والصراع سأتحدث عن مستويين: مستوى الصراع، ومستوى التلاؤم. فالحداثة حركة اجتماعية تاريخية حدثت في الغرب، اكتشفت عبرها قوانين الطبيعة والكون والاجتماع والتاريخ واللغة، ومستكشفات لا نهاية لها، ومجاهل الكون والمادة والنفس. وهذه الرؤية مرتبطة بمكاسب الحداثة وقدرتها على الانتشار بالعالم، لأن من طبيعة الحداثة الانتشار، ولأن مكتشفاتها تتطلب أسواقا وفاعلين. وهذا الاختيار يتم في الغالب، عن طريق القوة، كما حدث مع الاستعمار.

وأوضح الكاتب أن الإسلام كبنية عقدية وفكرية واجتماعية وتاريخية لا يتعارض مع الحداثة، لكونه دعوة إلى التطور والتقدم، وفهم العالم، واعتباره بمثابة اختيار. والتاريخ يشهد على أن الإسلام أقام إحدى أكبر الحضارات البشرية. وأكد الكاتب أن الإسلام لا يتعارض مع الحداثة، بل هو قادر على أن يستوعبها، شريطة أن تتحرر النخب الفكرية والتقليدية من العوائق المعرفية والرؤى المكبلة للفكر والإبداع ، كما وأوضح  أنة  يمكن أن تكون هناك حداثة ولا تعارض بين الدين.

 

4- (المومني،2008)

أظهر البحث أن من أبرز خصائص الدين الإسلامي الحنيف، الوسطية والتوازن، وأوضح الباحث مفهوم الوسطية والذي يعنى التوسط أو التعادل بين طرفين متقابلين أو متضادين ، حيث لا ينفرد أحدهما في التأثير، ويطرد الطرف الآخر. والإسلام وسط بين المادية المقيتة والروحية الحالمة، بين الواقعية المرة والمثالية التخيلية. واختتم الباحث دراسته في إن المسلمين تقوم شخصية أمتهم على الوسطية في المجالات كافة وهم وفق تحديد القرآن الأمة الوسط وحدد الباحث مجموعة من السبل للوصول إلى الوسطية والاعتدال أهمها:

–      إن علماء الأمة وفقهاءها يحملون أمانة كبرى، ويقومون بدور رسالي ولا يتمّ ذلك إلا إذا تصدوا لمناهج التكفير ولكل فرد أو مجموعة تعطي نفسها حق اتهام الآخرين أو تزعم أنها الفرقة الناجية والثقافة المطلوبة هي تلك التي تنطلق من الإسلام الحنيف التي تشكل الرحمة فيه المرتكز الأساسي.

–       إن تجديد الخطاب الديني أمر تحتاجه الظروف الحاضرة وهذا التجديد أصيل في الالتزام بالشرع وضوابطه، ولكن في الوقت عينه يجب أن يكون مرِناً حيوياً ومتجدداً في أساليبه وفي معالجة الحوادث والاستجابة للتحديات. فلا هو جامد متزمت تحت شعار التمسك بما كان عليه السلف، ولا هو خطاب يعتمد التفريط بالمبادئ والقيم متذرعاً بالحداثة والتحديث.

–      تحتاج مجتمعاتنا مع بناء الشخصية الملتزمة بالوسطية إلى نشر ثقافة العدل.

 

5- دراسة (خزعلي، 2008 م)

هدفت هذه الدراسة إلى استقراء القيم التربوية في الفلسفات التربوية الوضعية من جهة، وفي التصور الإسلامي من جهة أخرى واستخدم الباحث المنهج التكاملي، كأحد مداخل وتقنيات المنهج الوصفي، إذ تم تناول القيم الواردة في الفلسفات التربوية الوضعية من خلال التسلسل المنطقي للأفكار، كما أستخدم المنهج الاستقرائي لاستقراء القيم التربوية في آيات القرآن الكريم وكتب السنة من خلال أسلوب تحليل المحتوى وتوصلت الدراسة إلى نتائج أهمها:

–      أن هناك سمات مميزة لمفهوم القيم التربوية في الفلسفة التربوية الوضعية المنطقية منها أن القيم نسبية لا مطلقة، وهي غير ثابتة لخلوها من المعنى بسبب عدم إمكانية إخضاعها للتجريب، أما إذا كانت قابلة للتجريب أصبحت عندها مقبولة.

–      وأن التربية في ضوء الشريعة الإسلامية من حيث المضمون والجوهر منظومة هدفها الشامل ينصب على تنمية الفرد والمجتمع ورفعهما نحو الأفضل عن طريق الاكتمال والنضج والتهذيب والتثقيف المستمر والمتواصل وفي ضوء ذلك تقوم المؤسسة التربوية التعليمية بنشر صورة الواقع الذي يعيش فيه الفرد عضواَ نافعاً في المجتمع الإسلامي، والمستقبل الذي يتطلع إليه ، من خلال ترجمة أهداف التربية الإسلامية إلى قيم يدركها الفرد ويستوعبها ويعمل بها.

6-  (القضاة، 2008 م)

تناول الباحث في كتابه قضايا معاصرة في الفكر التربوي مفهوم الحوار لغة وكونه من أصل الحور وهو الرجوع عن الشيء والى الشيء ، كما حدد مفهومة اصطلاحا في ( فن تبادل الحديث بين طرفين أو أكثر أصدقاء أو زملاء عمل أو رؤساء ومرؤوسين، يؤدى إلى تقبل الرأي الأخر واحترامه من أجل الوصول إلى الحقيقة التي ترضي الجميع)، وحدد الباحث للحوار أهمية في كون أننا مختلفون تبعا للتكوين والقدرات والتنشئة والخبرات والأفكار ولذا وجب الحوار.

ولقد وضع الباحث للحوار المؤثر بعض المواصفات أهمها: التسامح وقبول الرأي الأخر وعدم الإقصاء. وتبنى الباحث مجموعة من الأهداف للحوار منها معرفة أطروحات الطرف الأخر ووجهات نظرة وحججه في القضايا التي هي موضوع

وانتهى الباحث إلى تحديد دور المؤسسات التربوية في تنمية الحوار حيث حدد للمعلم مهام لأداء هذا الدور تتمثل في استخدام الحوار في عرض الدرس وحل المشكلات الطلابية والمناسبات المختلفة التي تمر بالمجتمع وحدد ادوار للإدارات المدرسية تتمثل في ضرورة إنشاء لجان ومجالس مصغرة لكل صف من اجل النقاش والاتفاق على رؤى موحدة .كما حدد الباحث أدوار لتنمية الحوار للأسر والإعلام وخص بالذكر الأسر حيث حدد لها ضرورة إحسان الظن من بداية الحوار مع النظر للاختلاف القائم على أنة اختلاف في وجهات نظر مع احترام الرأي. وللكاتب القضاة (2008م) كتاب آخر هو قضايا معاصرة في أصول التربية تطرق فيه لمجموعة قضايا معاصرة من مثل العلاقات الإنسانية والعملية التربوية والتفكير الناقد والتربية والديمقراطية.

7-       دراسة (الحازمي ، 2008 م)

هدفت الدراسة إلى الكشف عن دور الحوار الوطني في تعزيز الأمن الوطني للمملكة العربية السعودية، وذلك من خلال تحقيق الأهداف الفرعية التالية: التعرف على أبعاد الأمن الوطني في ضوء نتائج الحوارات الوطنية السابقة. والكشف عن دور الحوار الوطني في تعزيز الأمن السياسي والاجتماعي والاقتصادي والفكري. وقد اعتمد الباحث في إجراء دراسته على المنهج الوصفي من خلال تحليل المحتوى، والأسلوب المسحي، واقتصرت الدراسة المسحية في مجالها البشري على استطلاع آراء عينة عشوائية يبلغ عددها (335). أظهرت النتائج أن الحوارات الوطنية تناولت عدداً من القضايا ذات الصلة بتحقيق الأمن السياسي يأتي في مقدمتها موضوع التوسع في مؤسسات المجتمع المدني الذي جاء من حيث الاهتمام في المرتبة الأولى، يليه العمل على تعزيز الوحدة الوطنية والمحافظة عليها الذي جاء في المرتبة الثانية، ثم تنوع العلاقات الدولية والالتزام بالمعاهدات والمواثيق الدولية في المرتبة الثالثة، ثم موضوع توسيع المشاركة الشعبية، ثم تسريع عملية الإصلاح، ثم تطوير وسائل الاتصال بين الحاكم والمحكوم، ثم الالتزام بحماية حقوق الإنسان.

الدراسات الأجنبية:

قامت المستشرقة الأمريكية هلن بويل (Helen N. Boyle, 2004) بدراسة ميدانية موسعة في ثلاث دول إسلامية حيث أخذت بدراسة الكتاتيب في اليمن، والمغرب، ونيجيريا. وتوصلت الباحثة إلى أن المدارس القرآنية (الكتاتيب) كانت ولم تزل تقوم بوظائف تربوية هادفة وأن الكثير من الرؤى الغربية لم تستوعب طبيعة الثقافة الإسلامية وأساء الغرب عرض مكوناتها وموجباتها وموجهاتها ومؤسساتها التربوية الأصيلة. لقد زادت حدة تلك الرؤى والدراسات في الآونة الأخيرة لا سيما بعد تنامي ظاهرة الإرهاب والتطرف حيث أصبح الشك الغربي يحوم حول الكثير من الممارسات التعليمية والمدارس التي تحمل رسالة ثقافية وصفة دينية لا تمت بصلة بالأزمات السياسية العالمية. هدفت هذه الدراسة التربوية الأنثروبولوجية إلى بيان دور التعليم الديني في الحياة المجتمعية المعاصرة وكأداة من أدوات حفظ الهوية والتغيير. تعتبر دراسة هلن بويل من الدراسات الأكاديمية المهمة وتندرج تحت باب التربية الدولية (International Education) التي تحاول أن تتواصل مع الفكر التربوي الإسلامي القديم والمعاصر بغرض التعاون العلمي، والتفاعل الحضاري.

وفي دراسة (Barazangi, 1995, 2009)  عن التربية والتعليم في العالم الإسلامي نشرتها (Oxford Islamic Studies Online) أشار الباحث إلى أن المسلمين ، لا سيما في القرنين الماضيين، أهملوا الفلسفة والمباحث المندرجة تحتها، وأيضا فقدت الحركة التعليمية في الديار الإسلامية وظيفتها التربوية وأساليبها الموضوعية من مثل الملاحظة والتجريب. وجراء هذا الانحسار الثقافي فقدت مراكز التعليم العالي الدينية مكانتها المرموقة وأخذ الانقسام والضعف ينتاب مجال التربية خصوصا والممارسة الحياتية عموما. إن التشكيك في الفلسفة الغربية الحديثة ومساهماتها استحوذ على الكتابات المحافظة مما زاد من عمق الفجوة بين الشرق والغرب علميا من جهة وبين المجددين والمحافظين من جهة أخرى. تحول الفكر الإسلامي من بناء قواعد للحياة العامة إلى حركة تميل للصراع مع الثقافة الغربية مما أثر في طبيعة العملية التربية الإسلامية سلبا ، على الرغم من محاولات كثيرة لإعادة تمكينها كي تمارس دورها الرائد في الميدان الثقافي وتستأنف مسيرتها الفاعلة كما كانت في سابق عهدها. هذه العزلة بين مبادئ التربية الإسلامية والحياة العامة المعاصرة أوجدت أزمات كثيرة منها عدم إعداد المرأة الإعداد المناسب حتى ذهب بعض المربين إلى إعداد المرأة داخل إطار البيت فقط. كثير من المشكلات التربوية في العالم الإسلام ازدادت تفاقما بعد الاحتلال الغربي للشرق مما ترك العالم الإسلامي في حالة اضطراب حتى بعد الاستقلال.

وفي دراسة (Szyliowicz, 1995) تم التركيز على الأساليب التربوية ومناهجها في العالم الإسلامي باعتبارها عنصر حاسم في تحقيق أهداف التعليم، ولأنها ذات صلة مباشرة بالمعلمين والطلاب، والمحتوى. مثل كل جوانب التعليم في العالم الإسلامي، فإن أساليب التربية ومناهجها متأثرة تأثرا عميقا بالبيئات الثقافية نظرا لاتساع العالم الإسلام وهذا لا يمنع من وجود قواسم تربوية وتعليمية مشتركة بين هذه الدول مجتمعة. إن الدول الإسلامية تتبع تعاليم الإسلام وكذلك لها مساحتها المرتبطة بالخصوصية المتمثلة بالتقاليد الاجتماعية والثقافة المحلية. إن نمط التعليم العام في المجتمعات الإسلامية لا يزال جزءا لا يتجزأ من كيانها وثقافتها دون أن تفقد طابع الخصوصية لكل بلد فالأنظمة التعليمية مستمدة من الدين الإسلامي ومستمرة في نقل المعرفة الدينية والممارسة، والإيمان. ليس هناك فصل واضح بين التعليم الديني والعلماني في كثير من هذه الدول الإسلامية، وكلا النوعين، في أوقات مختلفة تحاول تشكيل الحياة الثقافية في ظل أوضاع تحديث المناهج وإصلاح التعليم الذي يشهد من حين لآخر توترات بين أنصار الجديد وأنصار القديم لمواجهة التطورات المعاصرة.

وأشارت الدراسة إلى أن المشاكل العملية التي تعاني منها المدارس الإسلامية الحكومية والمدارس الإسلامية الخاصة (القطاع الأهلي) غالبا ما تكون نفس المشاكل التي تعاني منها المدارس العامة في العالم الإسلامي. ثمة الكثير من الإصلاحات تعرقلت بسبب القيود الإيديولوجية والمادية. ساهمة الحركات القومية، والاشتراكية، والمفاهيم الإيديولوجية الإسلامية في الآونة الأخيرة في مراجعة المناهج الدراسية وطرق التدريس. شح الموارد يقلص ويحد من إمكانية تطبيق النظريات التربوية الحديثة المتمركزة حول الطالب وحريته في التعلم. كما أشارت الدراسة إلى أن مكتبات المدارس تعاني من قلة المواد السمعية البصرية والوسائل التعليمية الأخرى التي نادرا ما تتوفر حيث أن المكتبة المدرسية تعاني من نقص الموارد.

وفي بحث (Akkari, 2008) عن التنشئة الاجتماعية، والتعلم، والتعليم الأساسي في السياقات الإسلامية عالج الجزء الأول منه موضوع استمرارية المدارس القرآنية التقليدية رغم انتشار النمط التعليمي الغربي. وفي الجزء الثاني يتطرق الباحث لموضوع المصطلح في دراسة المدارس القرآنية حيث تناول الباحث مفهوم الكُتاب والمدرسة والزاوية. وتناول الجزء الثالث المواقف التعليمية عبر تحليل النظم واللوائح السائدة في المدارس القرآنية من خلال وصف الجانب الاجتماعي والفكري فالتعليم مرتبط بالنشاط التعليمي اليومي (Situated learning). وفي الجزء الأخير من الدراسة يحاول الباحث أن يطرح رؤيته في أن التربية المعاصرة في سياقاتها الإسلامية المتنوعة يمكن أن تقدم خدمات أفضل عن طريق التفاعل بين النظامين؛ المدارس القرآنية والمدارس الغربية. قام الباحث بصورة أساسية بتطبيق رؤيته عبر الشواهد التي جمعها في دراسته لأساليب التعلم والتعليم في أفريقيا.

علاوة على ذلك، تناول البحث العديد من القضايا التربوية منها خصائص المدارس القرآنية وسياسة قبول الطلبة والجانب الديني والمرونة ومواجهة انتشار المدارس الأجنبية وأنظمتها المختلفة. تمتاز المدارس القرآنية بمرونة وتنوع المناهج الدراسية وكذلك أوقاتها وأهدافها وأماكنها تتسم بالمرونة والواقعية وهي من عوامل بقائها وانتشارها وقوتها في نشر العلم الأساسي لدى أوساط الأطفال. ينادي الباحث إلى تطوير المدارس القرآنية لتصبح اليوم أداة أكثر فاعلية في نشر التعليم الأساسي. ركز البحث على نظرية (Situated learning) كإطار تربوي نظري لفهم وتطوير الممارسات التربوية التعليمية المعاشة في سياقها الاجتماعي والثقافي وهي نظرية لها حضورها في المشهد التربوي المعاصر (Wallace, 2009, p. 272-273).

التعقيب على الدراسات السابقة:

1-  هناك ندرة في الدراسات العربية التي بحثت دور التربية الإسلامية في القضايا المعاصرة من زاوية ميدانية منهجية لا سيما في المجتمع الكويتي. معظم الدراسات السابقة أخذت الطريقة الكيفية في تناول موضوع التربية الإسلامية في القضايا المعاصرة بالبحث وقلت الدراسات الميدانية التي تستطلع رأي الناس ومعتقداتهم في التربية الإسلامية.

2-  أكثر الدراسات السابقة تناولت جزءا واحدا من جزئيات القضايا المعاصرة ، وقلما توجد دراسة تحيط بعدد كبير من هذه القضايا (الفرد، والآخر، وسائط التنشئة الاجتماعية، والمجتمع).

3-  الحديث المفرط عن نقاء وثراء التربية الإسلامية قد يقدم صورة ضبابية تميل إلى تبسط الظواهر الاجتماعية مما قد يحول الميدان البحثي إلى ميدان للتباهي وإبراز محاسن التراث دون التطرق المنهجي للتحديات التنموية والمشكلات الشائعة الناتجة من اختلاف التفسيرات الدينية للنص الواحد وأبعادها التاريخية (Panjwani, 2004, p. 7). إن الحاجة للدراسات النقدية ضرورة قائمة لاستيعاب وتوجيه الواقع وفق أسس موضوعية.

4-  تتشابه الدراسات الأجنبية في هذا المضمار إذ أنها تتناول قضايا التربية المعاصرة بربطها بأصولها التاريخية مع الاستعانة بالدراسات الأنثروبولوجية التي تشكل مادة واسعة للرصد والتحليل والاستنتاج. إن ضمور الدراسات الأنثروبولوجية عند المسلمين حديثا فتح المجال لكبار المتخصصين الغربيين في هذا المجال لرصد حركة المدن الإسلامية كما فعل الأنثروبولوجي الأمريكي الشهير جيرتز حيث قام بدراسة تتبعية لبعض المدن الإسلامية الكبيرة لمدة أكثر من أربعين سنة (Geertz, 1960, 1968, 1995).

الإجراءات المنهجية للدراسة:

أولا:منهج الدراسة:

تم استخدام  المنهج الوصفي التحليلي ، لوصف واقع التربية الإسلامية في القضايا المعاصرة الآتية  (التعامل مع الآخر – العلاقات الزوجية والأسرية – الوسائط التربوية بين التناقض والتناغم – التنمية) وتحليل وتفسير المعلومات الناتجة عن هذا الواقع وتحديد مدى تطبيق هذه الجوانب بتلك القضايا داخل المجتمع الكويتي من منظور المعلمين من الجنسين.

ثانيا :مجتمع الدراسة (عينة الدراسة ):

تكونت عينة الدراسة من (750) معلما ومعلمة في التعليم العام من جنسيات كويتية وعربية مختلفة موزعة على محافظات الكويت وذلك وفقا لما يلي:

تم اختيار خمس مدارس من كل منطقة تعليمية بواقع مدرسة ثانوية بنين وأخرى بنات، ومدرسة متوسطة بنين وأخرى بنات، ومدرسة ابتدائية بإجمالي30 مدرسة على مستوى دولة الكويت. تم تحديد 25 معلم من كل مدرسة بواقع 125 معلم ومعلمة في كل منطقة تعليمية. بلغ عدد الاستبيانات الراجعة 582 استبانه وفيما يلي وصف مفصل لهذه العينة.

الجدول رقم (1) وصف العينة حسب المتغيرات الأساسية

المتغير

التكرار

النسبة   %

الجنس

ذكور

284

48.8

إناث

298

51.2

الجنسية

كويتي

293

50.3

غير   كويتي

289

49.7

المؤهل   الدراسي

جامعي   وأقل

455

78.2

أكثر   من جامعي

123

21.1

محافظة   السكن

العاصمة

32

5.5

حولي

148

25.4

الفروانية

112

19.2

مبارك   الكبير

50

8.6

الأحمدي

134

23

الجهراء

102

17.5

ثالثا: أداة الدراسة:

تم استخدام الاستبانة كأداة رئيسة للدراسة حيث تم الاطلاع على الدراسات السابقة والمراجع ذات الصلة التي لها علاقة بمجال الدراسة الحالية ، كما تم الرجوع إلى الخبراء والمتخصصين بمجال التربية الإسلامية والقضايا المعاصرة للاستفادة من آرائهم في هذا المجال. وتحدد الهدف من هذه الاستبانة في التعرف على جوانب التربية الإسلامية في المجالات ( الفرد – الأسرة – الوسائط التربوية – المجتمع ) والقضايا المعاصرة الآتية  (التعامل مع الآخر – العلاقات الزوجية والأسرية – الوسائط التربوية بين التناقض والتناغم – التنمية) والتعرف على مدى تواجدها في الواقع المجتمعي. تضمنت الاستبانة في صورتها النهائية من ( 49) عبارة تقيس كل عبارة منها عنصر من عناصر القضايا السالفة الذكر على النحو التالي :

المجال

القضية

العناصر

 

1- الفرد

التعامل مع   الآخر

الحوار- الانفتاح-   التفكير السليم- السلوكيات الحياتية

تمثل بـ 9   بنود في الاستبانة

2- الأسرة

العلاقات   الزوجية والأسرية

الاستقرار   الأسري -التفكك الأسري- العمالة المنزلية- التربية الأسرية- اللباس والموضة-التعامل   مع التكنولوجيا

تمثل بـ 9 بنود في الاستبانة

المجال

القضية

العناصر

3- الوسائط التربوية

الوسائط   التربوية بين التناقض والتناغم

المؤسسات   التعليمية-الأسرة-دور العبادة- الديوانية (مجالس الرجال) الأندية الرياضية   والصحية- وسائل الإعلام-مؤسسات المجتمع المدني- المراكز الثقافية والعلمية-التيارات   الفكرية- المجمعات التجارية- أماكن الترويح.

تمثل بـ 15   بندا في الاستبانة

المجال

القضية

العناصر

 

4- المجتمع

التنمية

المقومات:الحرية-العدالة-المواطنة-الوحدة-الانتماء.

المعوقات:   القبلية   والحزبيةالتوترات المذهبيةالتوترات السياسيةالتفاوت   الطبقيالفساد والاحتكارالعمالة الوافدةالانحرافات   الفكرية

تمثل بـ 8   بنود في الاستبانة

تمثل بـ 8   بنود في الاستبانة

هذا بالإضافة للبيانات الأولية التي تدور حول الجنس،  الجنسية، و المؤهل الدراسي، ومحافظة السكن.

رابعا :صدق الاستبانة

تم التأكد من صدق الاستبانة من خلال الصدق الظاهري ، والمتمثل في صدق المحكمين، حيث تم عرض الاستبانة على عدد من المختصين في كلية التربية الأساسية وتم تعديل وحذف بعض العبارات في ضوء مقترحاتهم وتم إعادتها إليهم مرة أخرى، وقد وافقوا على أن الاستبانة أصبحت مناسبة للتطبيق. واعتمد الباحثون المقياس الخماسي (Lekart Scale)  في التعبير عن الوزن النسبي للمشكلات من حيث (أوافق بشدة) (أوافق) (لا أدرى) (غير موافق) (غير موافق بشدة) .

خامسا: ثبات الاستبانة

للتأكد من ثبات الاستبانة قام الباحثون بحساب معامل ثبات ألفا كرونباخ وكان معامل الثبات للاستبانة مرتفعا بشكل كبير، مما يزيد من الثقة بنتائج الدراسة.

الجدول  ( 2 )

قيمة   معامل الثبات

عدد   البنود

0.80

49

سادسا:المعالجة الإحصائية

استخدم الباحثون برنامج التحليل الإحصائي (spss) لمعالجة البيانات، حيث تم حساب التكرارات والنسبة المئوية للبيانات الأولية، والمحاور الرئيسية للدراسية كما تم حساب المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لمحاور الاستبانة وعباراتها، كما تم حساب (  T test ) وتحليل التباين الأحادي للتعرف على فروق الآراء بصفة عامة، وتبعا لمتغيرات الدراسة مقارنة بمحاورها المختلفة بصفة خاصة.

نتائج الدراسة:

فيما يلي نتائج الدراسة الميدانية التي قام بها الباحثون حول جوانب التربية الإسلامية في القضايا المعاصرة:

السؤال الأول: ما واقع التربية الإسلامية في القضايا المعاصرة الآتية (الفرد – الأسرة- الوسائط التربوية– المجتمع مقومات – المجتمع معوقات ) من وجهة نظر عينة الدراسة ؟

الجدول رقم ( 3 )

التكرارات والنسب المئوية لبنود المجال الأول ( الفرد )

السؤال

موافق بشدة

موافق

لا أدري

غير موافق

غير موافق   بشدة

المتوسط

الانحراف   المعياري

التكرار

النسبة %

التكرار

النسبة %

التكرار

النسبة %

التكرار

النسبة %

التكرار

النسبة %

q1

185

31.79

329

56.53

30

5.15

26

4.47

6

1.03

4.22

1.88

q2

296

50.86

244

41.92

20

3.44

15

2.58

3

0.52

4.41

0.73

q3

28

4.81

80

13.75

63

10.82

308

52.92

97

16.67

2.36

1.07

q4

264

45.36

275

47.25

16

2.75

16

2.75

4

0.69

4.35

0.73

q5

257

44.16

264

45.36

32

5.50

19

3.26

6

1.03

4.29

0.80

q6

187

32.13

198

34.02

56

9.62

115

19.76

21

3.61

3.72

1.21

q7

354

60.82

189

32.47

13

2.23

14

2.41

9

1.55

4.49

0.79

q8

373

64.09

161

27.66

23

3.95

14

2.41

8

1.37

4.51

0.80

q9

57

9.79

180

30.93

77

13.23

180

30.93

83

14.26

2.91

1.26

 

يحتوي جدول ( 3 ) على البنود الخاصة بمجال الفرد، ونجد أن أفراد العينة قد اتجهوا نحو الموافقة بشكل عام على بنود هذا المجال، فمعظم أفراد العينة يميلون للالتزام بمواعيد دوامهم ( بند 8 ) حيث كان متوسط هذا البند ( 4.51 ) ، وكذلك وافق معظم أفراد العينة على أن على الإنسان أن يتحمل نتائج أعماله ( بند 7 ) بمتوسط ( 4.49 ) ، ويرى أفراد العينة أن الحوار مع الآخرين يجب أن يكون وفق مبادئ الإسلام ( بند 2 ) بمتوسط (4.41) ، وجاء في المرتبة الأخيرة ( بند 3 ) بمتوسط ( 2.36 ) والذي ينص على (أغضب عندما يخالفني الآخرين بالرأي) ، وعند الحديث عن البحث عن الواسطة لإنهاء المعاملات ( بند 9 ) نجد أن أفراد العينة لم يرفضوا هذا البند بشكل واضح ، متوسط ( 2.91) مما يعني أن أفراد العينة انقسموا إلى قسمين في رفضهم أو تأييدهم لمبدأ الواسطة (المحسوبية).

الجدول رقم ( 4 )

التكرارات والنسب المئوية لبنود المجال الثاني ( الأسرة )

السؤال

 

موافق بشدة

موافق

لا أدري

غير موافق

غير موافق   بشدة

 

المتوسط

 

الانحراف   المعياري

التكرار

النسبة %

التكرار

النسبة %

التكرار

النسبة %

التكرار

النسبة %

التكرار

النسبة %

q10

379

65.12

162

27.84

17

2.92

10

1.72

11

1.89

4.53

0.80

q11

432

74.23

120

20.62

12

2.06

12

2.06

4

0.69

4.66

0.69

q12

304

52.23

218

37.46

36

6.19

16

2.75

5

0.86

4.38

0.79

q13

159

27.32

245

42.10

73

12.54

91

15.64

10

1.72

3.78

1.07

q14

331

56.87

190

32.65

32

5.50

17

2.92

5

0.86

4.43

0.80

q15

102

17.53

133

22.85

159

27.32

146

25.09

38

6.53

3.20

1.19

q16

178

30.58

265

45.53

33

5.67

82

14.09

18

3.09

3.87

1.10

q17

318

54.64

197

33.85

34

5.84

24

4.12

6

1.03

4.38

0.85

q18

165

28.35

229

39.35

46

7.90

112

19.24

26

4.47

3.68

1.20

يحتوي الجدول ( 4 ) على البنود الخاصة بمجال الأسرة من حيث الاستقرار واللباس والتعامل مع العاملين في المنزل، وكذلك التعامل مع التكنولوجيا الحديثة ، فنجد أن أكثر أفراد العينة قد اتجهوا للموافقة مع البند ( 11 ) والذي ينص على (( التوافق بين الزوجين من أسباب الاستقرار الأسري )) محتلا الترتيب الأول في هذا المجال بمتوسط ( 4.66 ) ، وكذلك جاء البند ( 10 ) والذي ينص على (( شروط اختيار الزوجين في التربية الإسلامية تعزز الاستقرار الأسري )) في الترتيب الثاني بمتوسط (4.53) ، وجاء في المرتبة الثالثة البند ( 14 ) والذي ينص على (( أعلم أولادي احترام من يعملون عندي في المنزل)) بمتوسط ( 4.43 ) ، في حين جاء البند ( 15 ) في المرتبة الأخيرة والذي ينص على ((تحصل العمالة المنزلية على حقوقها كاملة في المجتمع الكويتي)) بمتوسط ( 3.20 ).

الجدول رقم ( 5 )

التكرارات والنسب المئوية لبنود المجال الثالث ( الوسائط التربوية )

السؤال

 

موافق بشدة

موافق

لا أدري

غير موافق

غير موافق   بشدة

 

المتوسط

 

الانحراف المعياري

التكرار

النسبة %

التكرار

النسبة %

التكرار

النسبة %

التكرار

النسبة %

التكرار

النسبة %

q19

132

22.68

282

48.45

60

10.31

87

14.95

15

2.58

3.74

1.05

q20

149

25.60

285

48.97

51

8.76

76

13.06

16

2.75

3.82

1.05

q21

124

21.31

277

47.59

82

14.09

85

14.60

10

1.72

3.73

1.01

q22

116

19.93

281

48.28

69

11.86

88

15.12

17

2.92

3.68

1.05

q23

338

58.08

186

31.96

31

5.33

16

2.75

6

1.03

4.45

0.80

q24

212

36.43

256

43.99

43

7.39

54

9.28

14

2.41

4.03

1.02

q25

124

21.31

216

37.11

165

28.35

41

7.04

15

2.58

3.70

0.98

q26

248

42.61

263

45.19

51

8.76

9

1.55

7

1.20

4.27

0.78

q27

315

54.12

209

35.91

33

5.67

15

2.58

4

0.69

4.42

0.77

q28

249

42.78

207

35.57

35

6.01

58

9.97

25

4.30

4.13

2.34

q29

131

22.51

266

45.70

139

23.88

31

5.33

10

1.72

3.83

0.90

q30

140

24.05

273

46.91

102

17.53

50

8.59

8

1.37

3.85

0.94

q31

228

39.18

202

34.71

76

13.06

53

9.11

17

2.92

3.99

1.08

q32

286

49.14

214

36.77

37

6.36

29

4.98

11

1.89

4.27

0.93

q33

111

19.07

218

37.46

57

9.79

156

26.80

33

5.67

3.38

1.23

جدول ( 5 ) يوضح البنود الخاصة بمجال الوسائط التربوية حيث يرى أفراد العينة أن البند (23 ) والذي ينص على (( أحث أبنائي على الصلاة في المسجد )) يأتي في المرتبة الأولى بمتوسط (4.45) ، ويليه البند ( 27 ) والذي ينص على (( أحرص على انتقاء ما يشاهده أبنائي من برامج)) بمتوسط ( 4.42 ) ، ثم جاء البند ( 26 ) والبند ( 32 ) بنفس المتوسط ( 4.27 ) حيث ينص البند ( 26 ) على (( يجب وضع مزيد من الضوابط على عمل الأندية الرياضية )) ، والبند ( 32 ) ينص على (( يجب تكثيف الرقابة على المجمعات التجارية )) ، وجاء في المرتبة الأخيرة البند ( 33 ) والذي ينص على (( أجد صعوبة في إيجاد مكان للترويح )) بمتوسط ( 3.38 ).

الجدول رقم ( 6 )

التكرارات والنسب المئوية لبنود المجال الرابع ( المجتمع مقومات )

السؤال

موافق بشدة

موافق

لا أدري

غير موافق

غير موافق بشدة

المتوسط

الانحراف   المعياري

التكرار

النسبة %

التكرار

النسبة %

التكرار

النسبة %

التكرار

النسبة %

التكرار

النسبة %

q34

205

35.22

182

31.27

52

8.93

93

15.98

42

7.22

3.72

1.30

q35

309

53.09

205

35.22

27

4.64

21

3.61

12

2.06

4.36

0.89

q36

54

9.28

61

10.48

36

6.19

244

41.92

175

30.07

2.26

1.26

q37

234

40.21

256

43.99

49

8.42

23

3.95

11

1.89

4.18

0.89

q38

186

31.96

193

33.16

67

11.51

72

12.37

42

7.22

3.73

1.25

q39

315

54.12

198

34.02

31

5.33

17

2.92

13

2.23

4.37

0.89

q40

104

17.87

130

22.34

45

7.73

126

21.65

169

29.04

2.78

1.52

q41

45

7.73

56

9.62

73

12.54

166

28.52

231

39.69

2.16

1.27

يحتوي جدول ( 6 ) على بنود مجال المجتمع المقومات من عدالة وحرية ومواطنة ، ونجد أفراد العينة يرون أن المقوم المهم في مجال المجتمع البند ( 39 ) والذي ينص على (( التزامي بتعاليم ديني يزيد من الوحدة الوطنية )) بمتوسط ( 4.37 ) ، ويليه بدرجة متقاربة البند ( 35 ) والذي ينص على ((أعامل الجميع بمساواة بغض النظر عن جنسيتهم )) بمتوسط   ( 4.36 ) ، ومن ثم يأتي البند ( 37) والذي ينص على (( أعرف حقوقي وواجباتي كمواطن )) بمتوسط ( 4.18 ) ، وجاء في المرتبة الأخيرة البند ( 41 ) والذي ينص على (( الحصول على جنسية أخرى يشعرني بالأمان )) بمتوسط (2.16).

الجدول رقم ( 7 )

التكرارات والنسب المئوية لبنود المجال الرابع ( المجتمع معوقات )

Here in this article, cialis 10 mg you will find out how to drive from the comforts of your home.

السؤال

موافق بشدة

موافق

لا أدري

غير موافق

غير موافق بشدة

المتوسط

الانحراف   المعياري

التكرار

النسبة %

التكرار

النسبة %

التكرار

النسبة %

التكرار

النسبة %

التكرار

النسبة %

q42

132

22.68

206

35.40

131

22.51

64

11.00

42

7.22

3.56

1.17

q43

192

32.99

263

45.19

67

11.51

35

6.01

14

2.41

4.02

0.96

q44

217

37.29

241

41.41

53

9.11

42

7.22

23

3.95

4.02

1.06

q45

242

41.58

216

37.11

75

12.89

25

4.30

16

2.75

4.12

0.98

q46

220

37.80

227

39.00

43

7.39

70

12.03

18

3.09

3.97

1.10

q47

387

66.49

165

28.35

13

2.23

9

1.55

4

0.69

4.60

0.68

q48

282

48.45

199

34.19

67

11.51

20

3.44

9

1.55

4.26

0.91

q49

436

74.91

118

20.27

11

1.89

9

1.55

4

0.69

4.68

0.66

جدول رقم (7) ويحتوي على بنود المجتمع المعوقات من مثل القبلية والحزبية والتوترات المذهبية والسياسية والتفاوت الطبقي والفساد والاحتكار والانحرافات الفكرية ، وبالنظر إلى الجدول نجد أن أفراد العينة اتجهوا نحو الموافقة على البند ( 49 ) والذي ينص على (( الفهم الصحيح للدين يمنع من الانحرافات الفكرية )) بمتوسط ( 4.68 ) ، ويليه في المرتبة البند ( 47 ) والذي ينص على (( تساهم التربية الإسلامية في حماية المجتمع من الفساد )) بمتوسط ( 4.60 ) ، ثم البند ( 48 ) والذي ينص على (( الفوضى في استقدام العمالة يعطل عجلة التنمية )) بمتوسط ( 4.26 ) ، وجاء في المرتبة الأخيرة البند ( 42 ) والذي ينص على (( بعض القوانين ترسخ العنصرية )) بمتوسط (3.56 ).

 

السؤال الثاني: ما مدى تطبيق جوانب التربية الإسلامية في القضايا المعاصرة السابقة في المجتمع الكويتي من وجهة نظر عينة الدراسة حسب متغير الجنس والجنسية والمؤهل الدراسي ؟

جدول ( 8 )

نتائج اختبار (ت) T test حسب جنس أفراد العينة

الجنس

ذكر  ن = 283

أنثى  ن = 298

قيمة   ت

الدلالة

المجال

متوسط

انحراف   معياري

متوسط

انحراف   معياري

الفرد

3.97

0.36

3.85

0.41

3.76

0.00

الأسرة

4.04

0.41

4.16

0.49

3.32

0.00

الوسائط   التربوية

3.96

0.48

3.94

0.48

0.33

0.75

مقومات   المجتمع

3.54

0.46

3.35

0.50

4.66

0.00

معوقات   المجتمع

4.21

0.43

4.10

0.52

2.84

0.00

يبين الجدول رقم (8) أن الفروق بين المتوسطات حسب الجنس ذات دلالة إحصائية في مجالات الفرد والأسرة، والمجتمع ( مقومات ومعوقات )، وغير ذات دلالة إحصائية في مجال الوسائط التربوية، ففي مجال الفرد نجد الفروق ذات دلالة لصالح الذكور (3.97  )، وفي مجال الأسرة نجد أن الفروق الفردية ذات دلالة لصالح الإناث (4.16)، وهي لصالح الذكور في مجال المجتمع ( مقومات 3.54 ) ( معوقات 4.21 )

ففي مجال الفرد نجد أن الذكور كانوا أكثر موافقة على بنود هذا المجال التي دارت حول قضية التعامل مع الآخر وذلك قد يعود لطبيعة المجتمع حيث يكون الذكر فيه أكثر احتكاكاً بالمحيطين به من جنسيات وثقافات متعددة مما يسمح له بتقبل الرأي الآخر والإطلاع على هذه الثقافات والتعلم منها، ويعطيه القدرة على استيعاب خلافاتها.

وفي مجال الأسرة نجد أن الإناث أكثر موافقة على بنود هذا المجال التي دارت حول قضية العلاقات الزوجية والأسرية من الذكور وذلك قد يرجع لطبيعة المرأة والتصاقها بأسرتها وزوجها واهتمامها بمظهرها الخارجي.

وفي مجال المجتمع بشقيه مقومات ومعوقات نجد أن الذكور كانوا أكثر موافقة على بنود هذا المجال والتي دارت حول قضية التنمية ويعود ذلك إلى أن الذكور أكثر تعاملاً مع قضايا التنمية من مقومات ومعوقات ولازالت المرأة حديثة العهد بالعمل السياسي والقيادي نظرا للتحولات السريعة في البناء المجتمعي.

جدول ( 9 )

يبين نتائج اختبار (ت) T test حسب جنسية أفراد العينة

الجنسية

كويتي  ن = 292

غير   كويتي  ن = 289

قيمة   ت

الدلالة

المجال

متوسط

انحراف   معياري

متوسط

انحراف   معياري

الفرد

3.85

0.44

3.97

0.33

3.69

0.00

الأسرة

4.16

0.52

4.04

0.38

3.15

0.00

الوسائط   التربوية

3.95

0.52

3.95

0.43

0.12

0.90

المجتمع   مقومات

3.34

0.48

3.55

0.48

5.41

0.00

المجتمع   معوقات

4.07

0.53

4.23

0.42

3.98

0.00

الجدول رقم (9) وفيه نجد أن الفروق بين المتوسطات حسب الجنسية ذات دلالة إحصائية في مجالات الفرد والأسرة والمجتمع ( مقومات ومعوقات )، في حين نجد أنه لا دلالة إحصائية لمجال الوسائط التربوية، ففي مجال الفرد نجد أن الدلالة الإحصائية لصالح غير الكويتيين ( 3.97 )، وفي مجال الأسرة نجد أن الدلالة لصالح الكويتيين ( 4.16 )، وكذلك نجد أن الفروق ذات دلالة في مجال المجتمع ( مقومات ) لصالح غير الكويتيين ( 3.55 ) وفي مجال المجتمع ( معوقات) لصالح غير الكويتيين ( 4.23).

ففي مجال الفرد كان غير الكويتيين أكثر موافقة على بنود هذا المجال والتي دارت حول قضية التعامل مع الآخر والالتزام بمواعيد العمل وقد يعود ذلك لطبيعة العينة حيث شملت معلمين وافدين ومعلمات وافدات من أكثر من جنسية وهم بحكم اغترابهم عن بلادهم وتعاملهم مع واقع جديد منفتح فرض عليهم تقبل ثقافات مختلفة والتحاور مع الآخر بشكل أكثر انفتاحية من المعلمين الكويتيين الذين يعيشون في بيئتهم وفي بلدهم.

وفي مجال الأسرة كان الكويتيون أكثر موافقة على بنود هذا المجال والتي دارت حول قضية العلاقات الزوجية والأسرية وقد يعود ذلك لطبيعة العينة حيث أن غير الكويتيين يعيشون بنسبة كبيرة بشكل منفصل عن عائلاتهم وحياتهم العائلية غير مستقرة وتتطلب السفر والتنقل.

جدول ( 10 )

 يبين نتائج اختبار (ت) T test حسب المؤهل الدراسي لأفراد العينة:

المؤهل   الدراسي

جامعي   وأقل  ن = 454

جامعي   وأكثر  ن = 123

قيمة   ت

الدلالة

المجال

متوسط

انحراف   معياري

متوسط

انحراف   معياري

الفرد

3.93

0.36

3.87

0.48

1.52

0.13

الأسرة

4.15

0.41

3.93

0.56

4.63

0.00

الوسائط التربوية

3.97

0.45

3.85

0.56

2.51

0.01

المجتمع مقومات

3.41

0.47

3.55

0.53

2.76

0.01

المجتمع معوقات

4.19

0.43

4.02

0.63

3.47

0.00

الجدول رقم (10) وفيه نجد أن الفروق بين المتوسطات حسب المؤهل الدراسي ذات دلالة إحصائية في مجالات الأسرة والوسائط التربوية والمجتمع (مقومات ومعوقات)، وغير ذات دلالة إحصائية في مجال الفرد، ففي مجال الأسرة نجد الدلالة لصالح الجامعيين أو أقل (4.15) وفي مجال الوسائط التربوية نجد الدلالة لصالح الجامعيين أو أقل ( 3.97 )، وفي مجال مجتمع (مقومات) نجد الدلالة لصالح أعلى من جامعي (3.55) وفي مجال مجتمع ( معوقات ) نجد الدلالة لصالح جامعي وأقل (4.19 ) .

ففي مجال الأسرة نجد أن حملة الشهادة الجامعية وأقل، كانوا أكثر موافقة على بنود هذا المجال والتي دارت حول قضية العلاقات الزوجية والأسرية وقد يعود ذلك لأن معظم أفراد العينة ينتمون لهذه الفئة (455 ) من إجمالي ( 582 ) فرد.

أبرز نتائج الدراسة:

وفيما يلي أهم النتائج التي أسفرت عنها الدراسة:

أ. في مجال الفرد:

  1. 88 % من أفراد العينة يتقبلون أفكار الآخرين المختلفة.
  2. 92 % منهم مستعدون للتحاور مع الآخرين.
  3. 69 % منهم مستعدون للتعامل مع هذه الأفكار حتى ولو خالفت أفكارهم من غير غضب.
  4. 92 % من أفراد العينة يؤمنون بأن على الإنسان أن يتحمل نتائج أعماله.
  5. 91 % ملتزمون بمواعيد أعمالهم.
  6. انقسمت آراء أفراد العينة حول موضوع البحث عن واسطة (المحسوبية)، ففي حين نجد أن حوالي  45% يرفضون مبدأ البحث عن واسطة لإنهاء معاملاتهم، نجد كذلك أن 40 % يوافقون على هذا المبدأ

ب. في مجال الأسرة:

  1. أكثر من 92 % من أفراد العينة يرون أن الشروط التي وضعها الإسلام لاختيار الزوجين لبعضهما تعزز الاستقرار الأسري.
  2. 94% يرون أن التوافق بين الزوجين من أسباب الاستقرار الأسري.
  3. حوالي 89 % يؤمنون بأسلوب الحوار بين الزوجين لحل المشاكل.
  4. 69 % من أفراد العينة يرون أن ظاهرة التفكك الأسري موجودة في مجتمعنا.
  5. يرى 89 % من أفراد العينة ضرورة تعليم الأولاد على احترام العمالة المنزلية.
  6. لا يتفق أفراد العينة في رؤيتهم حول مدى حصول العمالة المنزلية على حقوقها كاملة في المجتمع؛ ففي حين يرى حوالي 40 % من العينة حصول العمالة على حقوقها كاملة، يرى 31 % عدم حصولها على هذه الحقوق.
  7. ويتفق 76 % من أفراد العينة على أن ملابس الإنسان تعبر عن شخصيته.
  8. 88 % من العينة يؤمنون بأن التربية الإسلامية وضعت حدوداً واضحة للباس.
  9. رأى 67 % من أفراد العينة أن التكنولوجيا الحديثة هي من أسباب المشاكل الحالية.

ج. في مجال الوسائط التربوية:

  1. يرى 71% من أفراد العينة أنهم تعلموا منظومة القيم الخاصة بهم أثناء سنوات الدراسة.
  2. ويرى حوالي 74 % أن الجامعة هي انعكاس لكافة أطياف المجتمع.
  3. ويرى 68 % أن المدرسة تساعد في تربية الأبناء تربية إسلامية.
  4. 90 % من أفراد العينة يحثون أبناءهم على الصلاة في المسجد.
  5. 68 % يستشيرون إمام المسجد في بعض أمورهم.
  6. 80 % يرون أن خطبة الجمعة تعالج أوضاع المجتمع ومشاكله.
  7. 58 % من أفراد العينة يرون في الديوانية مكانا مناسبا للحديث عن القضايا التي تواجه التنمية في المجتمع.
  8. 87 % من أفراد العينة يؤيدون وضع المزيد من الضوابط على عمل الأندية الرياضية.
  9. 78 % يرون وضع مزيد من الرقابة على ما ينشر في الصحف.
  10. يرى 73 % من أفراد العينة أن المجمعات التجارية مكان لكثير من المخالفات الشرعية، ويرى 85 % من أ فراد العينة تكثيف الرقابة على هذه المجمعات.

د. في مجال المجتمع:

  1. 66 % من أفراد العينة يرون ضرورة أن تتوقف حرية الفرد عندما تبدأ حرية الآخرين.
  2. وافق 88 % من أفراد العينة علي مبدأ معاملة الآخرين بمساواة بغض النظر عن جنسيتهم.
  3. رفض 71 % من أفراد العينة تخطي الدور لإنجاز المعاملات.
  4. يعرف حوالي 84 % من أفراد العينة حقوقهم وواجباتهم كمواطنين.
  5. أجاب 65 % من أفراد العينة بالموافقة على مشاركتهم في الانتخابات.
  6. أبدى حوالي 88% من أفراد العينة موافقتهم بأن الالتزام بتعاليم الدين يزيد من الوحدة الوطنية.
  7. بين حوالي 40 % من أفراد العينة أنهم يسعون للهجرة للحصول على مستقبل أفضل.
  8. رفض 68 % من أفراد العينة مبدأ الحصول على جنسية أخرى وأنه مصدر للشعور بالأمان .
  9. 58 %  من أفراد العينة يرون أن بعض القوانين ترسخ العنصرية.
  10. أبدى 78 % من أفراد العينة قناعتهم بأن الكثير من السياسيين يعملون لمصالحهم الخاصة.
  11. فضل 76 % من أفراد العينة أن يكون من يتقدم لخطبة ابنته أو أخته من نفس مستواه الاجتماعي.
  12. رأى 95 % من أفراد العينة أن الفهم الصحيح للدين يمنع من الانحرافات الفكرية.
  13. وافق 82 % من أفراد العينة على أن الفوضى في استقدام العمالة يعطل عجلة التنمية في المجتمع .

مناقشة بعض النتائج وتفسيرها:

أولا :  ما واقع التربية الإسلامية في القضايا المعاصرة في مجال الفرد ؟

تظهر النتائج السابقة التزاما من أفراد العينة بمواعيد دوامهم وقد يرجع ذلك لطبيعة مهنة التعليم حيث أن أفراد العينة من المعلمين والمعلمات. هذه المهنة تتطلب تواجداً دائما في الوقت المحدد لأنها مرتبطة بجدول عمل وطلاب وطالبات ، ويصعب على المعلم أن يتأخر أو أن يجد بديلاً له، ومن هنا نجد أن أفراد العينة يوافقون على أن الإنسان يجب أن يتحمل نتائج أعماله وهذا مبدأ أصيل في التربية الإسلامية، وهو أيضا من طبيعة مهنة التعليم وأخلاقياتها والتي يكون فيها أثر المعلم على طلبته واضحا.

ومع أن أفراد العينة رأوا أن الحوار وفق مبادئ الإسلام أمرا مقبولا وهذا التوجه يتفق مع معطيات دراسة ( القضاة 2008م) ، ودراسة الحازمي  ( 2008 ) ، و دراسة الطالبي (2007)، إلا أن واقع الحال في الكويت للأسف يظهر ضعفاً شديداً في الحوار السليم بين مختلف الشرائح والتوجهات، ويمكن تبرير هذه الإجابة بكون السؤال ربط الحوار بمبادئ الإسلام وطبيعة المجتمع الكويتي احترام هذه المبادئ بشكل عام. يخلط أفراد العينة في هذه الدراسات والدراسات المماثلة بين ما ينبغي أن يكون وبين ما هو كائن، وبين الإسلام وبين الواقع … وهذه مشكلة الدراسات الإحصائية أحيانا “فالفرق شاسع بين توجهات المسلمين النظرية وأدائهم العملي” (شحادة، 1427هـ، ص 505، 514). النتيجة السابقة تؤكد أنه “من الضرورات المعاصرة رصد أسباب التراجع الخلقي في المجتمعات والاهتمام بوسائل العلاج التي منها الاهتمام بآداب الإسلام الراقية على المستوى الحكومي والشعبي خاصة في برامج التربية والتعليم والإعلام” (المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، 2008م).

وعلى ضوء نتائج الدراسة الراهنة نجد أن أفراد العينة لا يزالون منقسمين بالرأي حول موضوع الواسطة لإنهاء معاملاتهم ، وقد يرجع ذلك لاستعداد الفرد لمخالفة القيم الخاصة بالعدل والمساواة حين تتعارض مع مصلحته الشخصية وقد يرجع ذلك أيضا لطبيعة المجتمع الكويتي والذي تكون العلاقات الشخصية والالتزام بها مكونا أساسيا لم تتخلص من سلبياته الطبقة المتعلمة فضلا عن غيرها، كذلك لعدم وجود نظام واضح يساعد على القضاء على ما يسمى بالواسطة. إن المعلوم اليوم في المجتمع الكويتي أن المعارف والصداقات من أبواب إنجاز المعاملات داخل المؤسسات الحكومية. هناك الكثير من التجاوزات التي لا تليق بالمجتمع المسلم أخذت في الانتشار فلا عجب أن تزداد المطالبات بمحاربة الفساد حيث يعاني المجتمع من اعتلال في القيم الأخلاقية (صحيفة الوطن، 2009م، ص 1، شعيب، 2007م، ص  96). للأسف القبيلة والقرابة والمعرفة الشخصية هي المحدد الأول لمكونات العقل العربي اليوم (يسين، 2009م). لم يتحول العقل العربي إلى الآن إلى الحياة المدنية القائمة على العمل المؤسسي رغم انتشار المباني العصرية إلا أنها كثيرا ما تُدار وتُستخدم بعقلية تقليدية غير حضارية.

ثانيا:  ما واقع التربية الإسلامية في القضايا المعاصرة في مجال الأسرة ؟

تظهر النتائج أن التوافق بين الزوجين سبب مهم من أسباب الاستقرار الأسرى ،  ويرجع ذلك إلى أن أفراد العينة يدركون أن المجتمع فيه الاختلافات والفروقات من الناحية الاجتماعية والمادية مما يجعلهم يؤكدون على أهمية التوافق بين الرجل وزوجته داخل الأسرة. أما موافقة أفراد العينة على أن شروط اختيار الزوجين في التربية الإسلامية يعزز الاستقرار الأسرى فهذا يرجع إلى كون النظام الإسلامي والقيم الإسلامية السائدة تعتبر مرجعا أصيلا في نفوس أفراد المجتمع بشكل عام وأفراد العينة بشكل خاص.

ورغم أن أفراد العينة يوافقون بشكل كبير على تعليم أولادهم احترام العمالة المنزلية لديهم إلا أنهم لا يتفقون على أن هذه العمالة المنزلية تحصل على حقوقها كاملة، ولقد انقسموا إلى ثلاث فئات، فئة ذكرت أن هذه العمالة تحصل على حقوقها كاملة بنسبة ( 39% ) ، وفئة لم يكن لها رأي حول هذا الموضوع (27%) ، وفئة ثالثة رأت أن هذه العمالة لم تحصل على حقوقها (32%) ، وقد تكون هذه الفئة تنطلق من خبرات شخصية أو متأثرة بما ينشر في وسائل الإعلام وتقارير لجان حقوق الإنسان حول سوء معاملة العمالة المنزلية في الكويت . إن مثل هذه المواضيع تحتاج لدراسة متأنية بعيدا عن التضخيم والتعتيم من أجل الصالح العام . إن العمالة المنزلة فئة مستضعفة في كثير من الأحوال ولهذا فإن سن القوانين لحماية حقوق الطرفين؛ الخادم والمخدوم أصبحت قضية ملحوظة محليا وعالميا وتساهم السفارات عموما بالتحقق من تمتع رعاياها بحقوقهم كاملة.

 

ثالثا: ما واقع التربية الإسلامية في القضايا المعاصرة في مجال الوسائط التربوية ؟

تظهر النتائج أن أفراد العينة متفقون على تشجيع أبنائهم على الذهاب إلى المسجد، فالمسجد له دور أساسي في البيئة الاجتماعية للمجتمع الكويتي الذي يميل إلى التدين والحرص على أداء الصلاة في المسجد.

 وفي بحر من القنوات الفضائية بمختلف توجهاتها، وانفتاحها يجد أفراد العينة أنفسهم مجبرون على انتقاء ما يراه الأبناء من برامج خوفا على أخلاقهم وقيمهم من الضياع،  ويندرج تحت هذا الخوف إصرار أفراد العينة على وضع مزيد من الضوابط على عمل الأندية الرياضية وأماكن التجمع بالمجمعات التجارية. لم تعد المحطات التلفزيونية الحكومية والإذاعات المحلية أو الإقليمية تشكل الوعي كما كان الوضع قبل ثلاثين سنة مثلا بل التنافس العالمي أخذ يتخذ من المحطات الفضائية وشبكات الانترنت والمجمعات التجارية الضخمة وسائط تؤثر على الأفكار بل كيفية التفكير واتجاهه في كثير من الأحيان.

رابعا:  ما واقع التربية الإسلامية في القضايا المعاصرة في المجتمع ( مقومات ) ؟

تظهر النتائج أن أفراد العينة يرون أن تعاليم الإسلام تزيد من الوحدة الوطنية وذلك يرجع إلى الوعي الثقافي والفكري لهؤلاء الأفراد ومعرفتهم بدعائم هذه التعاليم، وما تدعو له من تسامح ومحبة وتكاتف، وانطلاقا من هذا الوعي الثقافي والفكري والتربوي يتفق أفراد العينة على التعامل مع المجتمع على قدم المساواة بغض النظر عن جنسياتهم، وهذا ما تدعو له التربية الإسلامية وتشجع عليه، وتتفق هذه النتيجة مع معطيات دراسة المومني ( 2008 م) .

وتحت مظلة الرخاء المادي والأمان الاجتماعي والحرية في الكويت نجد أن معظم أفراد العينة لا يرون الأمان في الحصول على جنسية أخرى وهي نتيجة منطقية.

خامسا:  ما واقع التربية الإسلامية في القضايا المعاصرة في مجال المجتمع ( معوقات ) ؟

تظهر النتائج أن أفراد العينة يدركون أهمية الفهم الصحيح للدين وأن هذا الفهم يمنع من الانحرافات الفكرية، ويرجع ذلك إلى البيئة المنفتحة نسبيا التي تساعد على الحوار وحرية التفكير والتعبير في جو من العدل والمساواة والوفرة المادية لا سيما أن الكويت بلد يحاول استكمال عناصر الحياة الديمقراطية وتوسيع نطاقها كوعي جماهيري وتطبيقات نيابية وقطعت شوطا ملموسا في هذا المضمار.

ويرى أفراد العينة أن التربية الإسلامية تساهم في حماية المجتمع من الفساد، وذلك لإيمانهم بمبادئ هذه التربية والتزام الدولة والمجتمع بها، وكذلك لمعرفتهم بصلاحيتها لكل زمان ومكان. إن العوامل التي تؤدي للتطرف والتعصب متداخلة من أبرزها ضعف البصيرة بحقيقة الدين ولا يُقصد بهذا أن السبب هو الجهل الكامل بحقيقة الدين، لأن ذلك سيؤدي غالباً للتفريط والتسيب، ولكننا المقصود هنا هو ادعاء العلم وظهور أنصاف المتعلمين، الذي يظن صاحبه به أنه أعلم الخلق، وهو يجهل الكثير (القشعان، 2005م، ص 4).

ويرى بعض أفراد العينة (57%) أن بعض القوانين ترسخ العنصرية، وقد يرجع ذلك إلى أن نصف عدد العينة من المعلمين الوافدين والذي قد يشعرون بأن بعض القوانين تعزز التفرقة بين الكويتي وغير الكويتي ، وقد يرجع ذلك إلى أن أفراد العينة يرون أن بعض القوانين تخدم مصالح فئات معينة في المجتمع. ومن منظور سياسي فإن انتخابات مجلس الأمة رغم محاسنها ترسخ المزيد من الانقسامات المذهبية والقبلية بين المواطنين كما أن انتشار المحسوبية (الواسطة) من عوامل القلق الاجتماعي. الخلل الحقيقي قد يكون أيضا في طريقة تطبيق القوانين.

المؤشرات المستخلصة من نتائج الدراسة:

هذه المؤشرات مرتبة حسب رأي أفراد العينة على البنود في كل مجال من مجالات الدراسة:

أولا : مجال الفرد

م

البند

المتوسط

q8

ألتزم   بمواعيد دوامي

4.51

q7

على   الإنسان أن يتحمل نتائج أعماله

4.49

q2

أتحاور   مع الآخرين وفق مبادئ الإسلام

4.41

q4

أتعلم   من الآخرين الذين أعيش بينهم

4.35

q5

أحب   التعرف على ثقافات الشعوب المختلفة

4.29

q1

أتقبل   أفكار الآخرين المختلفة

4.22

q6

أسعى   وراء الحقيقة بغض النظر عن مصدرها

3.72

q9

أبحث   عن الواسطة لإنهاء معاملاتي

2.91

q3

أغضب   عندما يخالفني الآخرين بالرأي

2.36

ثانيا : مجال الأسرة

م

البند

المتوسط

q11

التوافق بين الزوجين من أسباب   الاستقرار الأسري

4.66

q10

شروط اختيار الزوجين في   التربية الإسلامية تعزز الاستقرار الأسري

4.53

q14

أعلم أولادي احترام من يعملون   عندي في المنزل

4.43

q12

أتحاور مع زوجتي لحل مشاكلنا

4.38

q17

التربية الإسلامية وضعت حدودا   واضحة للباس

4.38

q16

ملابس الإنسان تعبير عن   شخصيته

3.87

q13

مجتمعنا يعاني من ظاهرة   التفكك الأسري

3.78

q18

كثير من المشاكل الحالية   سببها التكنولوجيا الحديثة

3.68

q15

تحصل العمالة المنزلية على   حقوقها كاملة في المجتمع الكويتي

3.20

ثالثا : مجال الوسائط التربوية

م

البند

المتوسط

Q23

أحث أبنائي على الصلاة في   المسجد

4.45

Q27

أحرص على انتقاء ما يشاهده   أبنائي من برامج

4.42

q26

يجب وضع المزيد من الضوابط   على عمل الأندية الرياضية

4.27

q32

يجب تكثيف الرقابة على   المجمعات التجارية

4.27

q28

أؤيد مزيدا من الرقابة على ما   ينشر في الصحف

4.13

q24

خطبة الجمعة تعالج أوضاع   المجتمع ومشاكله

4.03

q31

تعتبر المجمعات التجارية   مكانا لكثير من المخالفات الشرعية

3.99

q30

أوافق على انضمام أبنائي إلى   الأنشطة التي تقدمها جمعيات النفع العام

3.85

q29

تساهم جمعيات النفع العام في   خدمة المجتمع

3.83

q20

الجامعة هي انعكاس لكافة   أطياف المجتمع

3.82

q19

تعلمت منظومة القيم الخاصة بي   خلال سنوات دراستي

3.74

q21

المدرسة تساعدني على تربية   أبنائي تربية إسلامية

3.73

q25

أتحدث في الديوانية عن   القضايا التي تواجه التنمية في المجتمع

3.70

q22

استشير إمام المسجد في بعض   أموري

3.68

q33

أجد صعوبة في إيجاد مكان   للترويح

3.38

رابعا : مجال المجتمع ( مقومات )

م

البند

المتوسط

q39

التزامي بتعاليم ديني يزيد من   الوحدة الوطنية

4.37

q35

أعامل الجميع بمساواة بغض   النظر عن جنسيتهم

4.36

q37

أعرف حقوقي وواجباتي كمواطن

4.18

q38

أشارك في الانتخابات

3.73

q34

حريتي تقف عندما تبدأ حرية   الآخرين

3.72

q40

أسعى للهجرة للحصول على   مستقبل أفضل

2.78

q36

أتخطى الدور لأنجز معاملاتي

2.26

q41

الحصول على جنسية أخرى يشعرني   بالأمان

2.16

خامسا : مجال المجتمع ( معوقات )

م

البند

المتوسط

q49

الفهم الصحيح للدين يمنع من   الانحرافات الفكرية

4.68

q47

تساهم التربية الإسلامية في   حماية المجتمع من الفساد

4.60

q48

الفوضى في استقدام العمالة   يعطل عجلة التنمية

4.26

q45

كثير من السياسيين يعملون   لمصالحهم الخاصة

4.12

q43

نتعاون فيما اتفقنا عليه   ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه

4.02

q44

التقارب بين المذاهب أمر   مطلوب

4.02

q46

أفضل أن يتقدم لخطبة ابنتي أو   أختي شاب من نفس مستواي الاجتماعي

3.97

q42

بعض القوانين ترسخ العنصرية

3.56

التوصيات:

1-  تفعيل القيم الإسلامية المختلفة وعدم الاكتفاء بها فكراً ومعتقداً بل جعلها أسلوب وطريقة حياة وذلك بتضمين هذه القيم للمناهج التربوية وزيادة الجرعة الإعلامية المتعلقة بذلك في الوسائل المسموعة والمقروءة وغيرها من وسائل إعلام وتوعية.

2-  النهوض بالأسرة الكويتية على المستوى الثقافي الديني وتقديم كل الوسائل المعينة والداعمة لذلك من عقد لقاءات ومحاضرات بصورة دورية لمختلف الأعمار ووفق برنامج توعوي واضح الأهداف .

3-  تحفيز وتشجيع من يتمسك ويسلك السلوك المتحضر القائم على الثقافة الدينية الإسلامية السمحة وعرض هذه النماذج بشكل بارز ليكون قدوة للآخرين (فهذا رفض رشوة ، وذلك كشف فساد، وآخر أدى أمانة، وفلان أتقن في العمل) وغيرها من الأفعال المحمودة.

4-  إمداد مؤسسات المجتمع المدني بكل الإمكانات والموارد التي تساعدها على النهوض والقيام بدورها في توعية المجتمع الكويتي إسلامياً وإعطائها الدعم المعنوي والمساندة الحكومية بما يساعدها على التغلب على المصاعب التي قد تواجهها .

5-  ضرورة القيام بدراسة مماثلة ودراسات تطبق على شرائح مختلفة من المجتمع غير التربويين في مجالات الدولة المختلفة.

قائمة المراجع العربية

1-        أبو سليمان، عبد الحميد أحمد (1992 م) أزمة العقل المسلم. الرياض: الدار العالمية للكتاب الإسلامي.

2-        أحمد، أحمد عطية (2009م). آراء من واقع بعض الصحف الكويتية حول بعض القضايا المعاصرة. الهيئة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية. الكويت: اللجنة التربوية: بحث غير منشور.

3-        الأهدل ، هاشم بن علي بن أحمد (1428هـ – 2007م). أصول التربية الحضارية في الإسلام. الرياض: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

4-  التميمي، عز الدين و سمرين ،بدر إسماعيل (1985  نظرات في التربية  الإسلامية ، عمان: دار البشير الطبعة الأولى .

5-  الحازمي، خليل بن عبيد (2008 م). الحوار الوطني ودوره في تعزيز الأمن الوطني للمملكة العربية السعودي. جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، مجلة العلوم الأمنية .

6-        خزعلي، قاسم محمد محمود (2008م). التصور الإسلامي للقيم في الفلسفات التربوية الوضعية، جامعة البلقاء التطبيقية- كلية إربد الجامعية – قسم العلوم التربوية، مجلة العلوم الإنسانية ، السنة السادسة: العدد 41: ربيع 2009م.

7-         د. ماجد عرسان الكيلاني (1992م) فلسفة التربية الإسلامية ، المنهجية الإسلامية والعلوم السلوكية التربوية ، الجزء الثالث.

8-        سبيلا، محمد (2007م). معوقات الحداثة الإسلامية وأزمة النخب. مجلة قضايا إسلامية معاصرة، باب الحوارات ، مركز دراسات فلسفة الدين في بغداد ، العام التاسع.

9-         شبار، محمد (2006 م). الإطار المنهجي للفكر الإسلامي المعاصر. مجلة قضايا إسلامية معاصرة. العام الثامن، باب الدراسات، مركز دراسات فلسفة الدين في بغداد.

10-                 شحادة ، محمد أمين (1427هـ). إدارة الوقت بين التراث والمعاصر: كيف تنجح في إدارة وقتك: وبالتالي حياتك! ط1، الرياض: دار ابن الجوزي.

11-   شعيب, عالية (2007م). الفساد رؤية أخلاقية.ط1, الكويت: Ethic Lab LLC.

12-                 الصالحي ، محسن حمود وآخرون (2005 م). نظرات في الفكر التربوي الإسلامي. الكويت: مكتبة الدار الأكاديمية للنشر والتوزيع.

13-    صبحي،  طه رشيد (1986م). التربية الإسلامية وأساليب تدريسها0 ط2، عمان دار الأرقم.

14-   صحيفة الوطن (1430هـ – 2009م).  قوانين لمحاربة الفساد. العدد 12129/ 6575- السنة 48. الكويت.

15-                 الطالبي، محمد (2007): الإسلام والحوار الديني، مجلة قضايا إسلامية معاصرة، مركز دراسات فلسفة الدين في بغداد، العام التاسع.

16-    عبد الله، عبد الرحمن صالح (1990م). النظرية التربوية: رؤية إسلاميةبحوث المؤتمر التربوي – الجزء الثاني – عمان – المملكة الأردنية الهاشمية.

17-   علي، سعيد إسماعيل (1426هـ – 2005م). أصول التربية الإسلامية. ط1، القاهرة: دار السلام.

18-   علي، سعيد إسماعيل (بدون تاريخ).  الخطاب التربوي الإسلامي. سلسلة كتب الأمة (عدد رقم 100). قطر. موقع إسلام وب: http://www.islamweb.net

19-     عمران، كمال ( 2007 م). التسامح رحيق الحداثة. مجلة قضايا إسلامية معاصرة. مركز دراسات فلسفة الدين في بغداد ، العام التاسع ، العدد121 ص ص 33-34.

20-                 عوض، الأمين محمد (1990 م). أساليب التربية والتعليم في الإسلام ، الطبعة الثانية  دبي : دار القراءة للجميع للنشر والتوزيع.

21-                 العوضي، عبدالله وآخرون (1430هـ-2009م). مشروع التربية الإسلامية والقضايا المعاصرة في المجتمع الكويتي. النتائج العامة للمشروع. اللجنة الاستشارية العليا للعمل على تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية: اللجنة التربوية.

22-                 القشعان، حمود فهد (2005م). أسباب التعصب الفكري والسلوكي وعلاقة ذلك باضطرابات الشخصية. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية (الكويت): http://islam.gov.kw

23-                 القضاة، محمد علي (2008 م). قضايا معاصرة في أصول التربية. اربد، الأردن، مؤسسة حمادة للدراسات الجامعية والنشر والتوزيع.

24-                 القضاة، محمد علي (2008 م). قضايا معاصرة في الفكر التربوي. اربد، الأردن، مؤسسة حمادة للدراسات الجامعية والنشر والتوزيع.

25-   الكندري، لطيفة حسين (1427 هـ = 2007 م)  نحو بناء هوية وطنية للناشئة. ط1، الكويت المركز الإقليمي الطفولة والأمومة.

26-   الكيلاني ، ماجد عرسان (1416هـ – 1995م). فلسفة التربية الإسلامية . في المنهجية الإسلامية والعلوم السلوكية والتربوية. ط2، الرياض: الدار العالمية للكتاب الإسلامي.

27-   الماص ، بدر عبدالرزاق ، وصالح ، يحي سالم (1429هـ – 2008م). الإسلام وقضايا العصر: قضايا اجتماعية فكرية معاصرة في ميزان الإسلام. ط1، الحنون للطباعة.

28-   المجلس الأعلى للشئون الإسلامية (1429هـ-2008م). نتائج وتوصيات مؤتمر: أخلاقنا بين النظرية والسلوك .. أسباب ومعالجات. المنامة. المجلس الأعلى للشئون الإسلامية. المركز العالمي للوسطية (الكويت): موقع وسطية أون لاين: http://wasatiaonline.net/news/details.php?data_id=579

29-   محمد، عبدالعزيز عطية (1430هـ-2009م). المنهج التربوي الإسلامي في مواجهة معتقدي الخرافات والأوهام حول السحر ومسئولية المؤسسات التربوية في ذلك. في مجلة التربية: العدد 139، الجزء الثالث، إبريل. مصر: جامعة الأزهر، كلية التربية.

30-                 المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج (2006م) . وثيقة الأهداف العامة للتعليم وأهداف المراحل الدراسية في الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج ، دولة الكويت.

31-   مكتب التوجيه المجتمعي (2008م) دراسة عن أهم المؤشرات السلوك الاجتماعي لدى الشباب في المجتمع الكويتي للفئة العمرية من 15-25 سنه. الكويت: مكتب التوجيه المجتمعي ـ وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية.

32-                 المومني، أحمد محمد (2008 م).  مفهوم وضوابط الوسطية في الإسلام ودلالتها من السنة النبوية. جامعة عمان العربية للدراسات العليا- كلية الدراسات القانونية العليا- الأردن، مجلة العلوم الإنسانية ، السنة السادسة: العدد 41.

33-   الميلاد، زكي (1415-1994 م). الوحدة والتعددية والحوار في الخطاب الإسلامي المعاصر. ط1، بيروت : دار الصفوة.

34-   الميمان، بدرية صالح عبدالرحمن (1423هـ-2002م). نحو تأصيل إسلامي لمفهومي التربية وأهدافها: دراسة في التأصيل الإسلامي للمفاهيم. ط1، الرياض: دار عالم الكتب.

35-    نجادات، عبد السلام محمد (2009): الأخلاق بين الفلاسفة المسلمين والفلاسفة اليونانيين دراسة مقارنة، جامعة البلقاء التطبيقية- الأردن ، مجلة علوم إنسانية, السنة السادسة: العدد 40.

36-   النجار، زغلول راغب (1995م) أزمة التعليم المعاصر وحلولها الإسلامية. الرياض: الدار العالمية للكتاب الإسلامي.

37-                 نصار، سامي محمد (1425هـ-2005م). قضايا تربوية في عصر العولمة وما بعد الحداثة. تقديم حامد عماد. ط1، القاهرة: الدار المصرية اللبنانية.

38-                 الهيئة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، اللجنة التربوية، خطــة تنفيذية لمشروع الكشف عن جوانب التربية الإسلامية في القضايا المعاصرة،يناير 2009.

39-            يسين، السيد (1430هـ-2009م). محددات العقل السياسي العربي! الاتحاد الإماراتية (27/8/2009). موقع حزب الوسط الجديد: http://www.alwasatparty.com

قائمة المراجع الأجنبية

Akkari, A (2008). Socialization, learning , and basic education in Islamic contexts. In Educational theories and practices from the majority world. Edited by: Dasen, P & Akkari, A. London: SAGE Publication.

Al Zeera, Z. (2001).  Wholeness and holiness in education: An Islamic perspective. Herndon,VA: International Institute of Islamic Thought.

Barazangi, N. H (1995). In J. Esposito (Ed.), The Oxfordencyclopedia of the modern Islamic world (vol. 1. pp. 406-412)New York,NY:OxfordUniv. Press.

Barazangi, N. H (2009). Religious Education. Oxford Islamic Studies Online. http://www.oxfordislamicstudies.com/article/opr/t236/e0212

Boyle, H. N (2004). Quranic school: Agents of preservation and change.New York: Routledgefalmer.

Geertz, C. C. (1968). Islam observed:  Religious development in Morocc and Indonesia. New Haven andLondon: YaleUniversity Press.

Geertz، C.C. (1960). The religion of Java.  Glencoe، IL:  The Free Press of Glencoe.

Geertz، C.C. (1995). After the fact.  Two countries four decades one  anthropologist.  Cambridge، mass: HarvardUniversity Press.

Panjwani, Farid (2004). The ‘Islamic’ in Islamic Education: Assessing the Discourse. Current Issues in Comparative Education, 7 (1)–article (December 15, 2004).

Szyliowicz, Joseph S. (1995). Educational Methods. In J. Esposito (Ed.), The Oxford encyclopedia of the modern Islamic world (vol. 1. pp. 416-420)New York,NY:OxfordUniv. Press.

Wallace, S (2009). Oxford dictionary of education.New York:Oxford university Press.

 

ملحق : أداة الدراسة

عزيزي المعلم / عزيزتي المعلمة

تحية طيبة وبعد …

تهدف هذه الدراسة إلى الكشف عن جوانب التربية الإسلامية في مجموعة من القضايا الاجتماعية والثقافية بالمجتمع الكويتي ، ومدى تطبيق أفراد المجتمع لمتطلبات هذه التربية في واقع الحياة.

و المرجو منكم الإجابة على كافة العبارات المطروحة بصراحة وبما يعبر بدقة عن رأيكم، علما بأن هذه البيانات ستعامل بكل سرية وسوف تستخدم لأغراض البحث العلمي فقط.

شاكرين لكم مساهمتكم القيمة ،،،

                                                               الباحثون

بيانات عامة :

* الجنس  :

  ~ذكر           ~ أنثى

* الجنسية :

~ كويتي                   ~ غير كويتي

* المؤهل الدراسي :

~ جامعي وأقل            ~ أعلى من جامعي

* محافظة السكن :

~ العاصمة  ~ حولي  ~ الفروانية ~  مبارك الكبير  ~ الأحمدي  ~ الجهراء

  • الرجاء قراءة العبارات التالية واختيار ما يناسبكم من استجابة :

م

العبارات

موافق بشدة

موافق

لا أدري

غير موافق

غير موافق   بشدة

1

أتقبل   أفكار الآخرين المختلفة

2

أتحاور   مع الآخرين وفق مبادئ الإسلام

3

أغضب   عندما يخالفني الآخرين بالرأي

4

أتعلم   من الآخرين الذين أعيش بينهم

5

أحب   التعرف على ثقافات الشعوب المختلفة

6

أسعى   وراء الحقيقة بغض النظر عن مصدرها

7

على   الإنسان أن يتحمل نتائج أعماله

8

ألتزم   بمواعيد دوامي

9

أبحث   عن الواسطة لإنهاء معاملاتي

10

شروط   اختيار الزوجين في التربية الإسلامية تعزز الاستقرار الأسري

11

التوافق   بين الزوجين من أسباب الاستقرار الأسري

12

أتحاور   مع زوجتي لحل مشاكلنا

13

مجتمعنا   يعاني من ظاهرة التفكك الأسري

14

اعلم   أولادي احترام من يعملون عندي في المنزل

15

تحصل   العمالة المنزلية على حقوقها كاملة في المجتمع الكويتي

16

ملابس   الإنسان تعبير عن شخصيته

17

التربية   الإسلامية وضعت حدودا واضحة للباس

18

كثير   من المشاكل الحالية سببها التكنولوجيا الحديثة

19

تعلمت   منظومة القيم الخاصة بي خلال سنوات دراستي

20

الجامعة   هي انعكاس لكافة أطياف المجتمع

21

المدرسة   تساعدني على تربية أبنائي تربية إسلامية

22

استشير   إمام المسجد في بعض أموري

23

أحث   أبنائي على الصلاة في المسجد

24

خطبة   الجمعة تعالج أوضاع المجتمع ومشاكله

25

أتحدث   في الديوانية عن القضايا التي تواجه التنمية في المجتمع

م

العبارات

موافق بشدة

موافق

لا أدري

غير موافق

غير موافق   بشدة

26

يجب وضع المزيد من الضوابط على عمل الأندية الرياضية

27

أحرص   على انتقاء ما يشاهده أبنائي من برامج

28

أؤيد   مزيدا من الرقابة على ما ينشر في الصحف

29

تساهم   جمعيات النفع العام في خدمة المجتمع

30

أوافق   على انضمام أبنائي إلى الأنشطة التي تقدمها جمعيات النفع العام

31

تعتبر المجمعات التجارية مكانا لكثير من المخالفات   الشرعية

32

يجب   تكثيف الرقابة على المجمعات التجارية

33

أجد   صعوبة في إيجاد مكان للترويح

34

حريتي   تقف عندما تبدأ حرية الآخرين

35

أعامل   الجميع بمساواة بغض النظر عن جنسيتهم

36

أتخطى   الدور لأنجز معاملاتي

37

أعرف   حقوقي وواجباتي كمواطن

38

أشارك   في الانتخابات

39

التزامي   بتعاليم ديني يزيد من الوحدة الوطنية

40

أسعى   للهجرة للحصول على مستقبل أفضل

41

الحصول   على جنسية أخرى يشعرني بالأمان

42

بعض   القوانين ترسخ العنصرية

43

نتعاون   فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه

44

التقارب   بين المذاهب أمر مطلوب

45

كثير   من السياسيين يعملون لمصالحهم الخاصة

46

أفضل   أن يتقدم لخطبة ابنتي أو أختي شاب من نفس مستواي الاجتماعي

47

 تساهم التربية الإسلامية   في حماية المجتمع من الفساد

48

الفوضى   في استقدام العمالة يعطل عجلة التنمية

49

الفهم   الصحيح للدين يمنع من الانحرافات الفكرية