العنف الأسري

رؤية تربوية أولية

أ.د. لطيفة حسين الكندري latefaha@hotmail.com

أ.د. بدر محمد ملكbadermalek@hotmail.com

 

المقدمة

يشهد المجتمع الكويتي تحولات محلية وعالمية متنوعة مثلها مثل الدول العربية الأخرى ومن أبرز المصاعب قضية التصدي للعنف الأسري الذي أخذ يتنامى عالميا مما جعل مواجهة الوضع فرضا على الحكومة والأفراد كل في مجال اختصاصه وحسب قدراته. يشير العنف الأسري إلى أشكال عدوانية عديدة تتضمن كل فعل أو تصرف غير لائق موجه لأحد أفراد الأسرة بحيث ينطوي على الحاق الأذى أو الضرر المتعمد في أي جانب يهدد الفرد في أي جانب من الجوانب؛ (النفسية والتربوية والثقافية والاجتماعية أو الجنسية أو الاقتصادية).

لقد جاء الإسلام ليحمي وينمي الكليات الخمس؛ العقل والدين والمال والعرض والنفس ولأن حوادث العنف الأسري تؤذي بل وقد تضر سلامة الكليات الخمس فإن التربية الإسلامية معنية بالدرجة الأولى في سبر غور هذه الظاهرة الانحرافية وتقديم مجموعة حلول نافعة للتعامل الواعي المتزن مع هذه الآفة التي تهدد العباد منذ فجر التاريخ.

ترصد الورقة الراهنة حوادث العنف الأسري الذي أصبحت تشكل تهديدا مرعبا لكل المجتمعات وجميع الفئات فلقد نتج عن هذا الفعل المدمر خسائر نفسية وبدنية واجتماعية واقتصادية وثقافية هائلة. تهدف هذه الورقة إلى تقديم مجموعة رؤى متعاضدة لمعالجة العنف الأسري (Family violence) البغيض من المنظور التربوي وفي ضوء ثوابت التربية الإسلامية من جهة ، ومعطيات العلوم التربوية المعاصرة من جهة أخرى. تتناول الورقة موضوع العنف الأسري اجمالا عبر التطرق إلى ثلاثة خطوط؛ الخط الأول هو الخط المرتبط ببث المبادئ التربوية لأن غيابها جوهر التصدعات في الشخصية الإنسانية مما يلهب البيئة الاجتماعية ويشعلها بالمشكلات التي لا حصر لها. والخط الثاني هو المتعلق بالزوجين ثم يمتد الخط الثالث ليتناول الأمر ذاته على المستوى الأسري الأوسع الذي يضم الأبناء والبنات.

الأصل في الحياة الزوجية الاحترام المتبادل لأنه أصل لجميع الايجابيات ومصدر يغذي قيم التعايش وتدفق مشاعر الرحمة والشفقة والحب وفق اطار الحياة الطيبة التي قال عنها المولى سبحانه {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم: 21). فإذا وقع خلاف ذلك فإن البحث عن علاج جذري يصبح أمراً حتما قبل أن تنتكس الأحوال على نحو أسوأ. إن السكوت عن العنف الأسري لا يعتبر أبدا تضحية أو صبر لأن الصبر من ضمن معانيه التخطيط الواعي لتغيير الواقع إلى حال أفضل.

وتأتي أهمية القضية المطروقة هنا من كونها ظاهرة تنامت في الآونة الأخيرة بشكل يهدد كيان المجتمع ويقلق ضميره الحي ومن شدة خطورتها أنها تحدث في الخفاء وقد يتستر الضحية عليها خشية من بطش الجاني. إن غياب الأمن الأسري يسبب تهديدا حقيقيا لأفراد الأسرة وكيان المجتمع إضافة إلى أن تنامي العنف بشقيه اللفظي والبدني يشكل خطرا مجتمعيا يشل نشاط وفاعلية الأفراد ويؤدي بهم إلى مآلات مريرة تعزز السلوكيات الانحرافية وتجذرها في الأجيال القادمة. ومن هذا المنظور يدرك أهل البصائر أن نبذ العنف حاجة ماسة تبدأ من الأسرة ككيان أساسي مؤثر في الحياة العامة.

تعتني أصول التربية الإسلامية بالأمن الأسري لأنه الضمان الأول لسلامة الفرد وأيضا الصالح العام فالمجتمع يتأثر سلبا وايجابا بحال الأسرة. من أجل النعم الإلهية أن يكون المرء آمنا في منزله بين أهله لديه ما يكفيه من حاجياته اليومية.قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِناً في سِرْبِه مُعَافًى في جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنّمَا حِيْزَتْ لَهُ الدّنْيَا”. وللحصول الأمن في بيوتنا فلا مناص من تطبيق مكارم الأخلاق مع الأخلاء والأهل والأحباء وغيرهم. ورد في الحديث الشريف “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي، ما أكرم النساء إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم”.

وفي هذا الاطار فإن تنمية فضيلة الشجاعة لدى الأفراد من أنفع الطرق لتمزيق حجاب الصمت الذي يلوذ به كل ضحية مضطهدة فالشجاعة تعني التصرف بمسئولية وعقلانية ازاء المخاطر ورفض التردد والخوف والتستر على الجرائم. الجاني أيضا يحتاج لايقاظ معاني الشجاعة في نفسه كي يعترف بخطئه ويعود لرشده فتعود شخصيته لحالة التوازن بعون الله تعالى.

ترتكز هذه الورقة على أن الفهم الصحيح لطبيعة العنف الأسري أساس علاجه وبالقدر الذي نسعى فيه لإزالة هذا الخلق العدواني البشع فإن النواتج تتحسن والأوضاع تبتعد عن مراحل الخطر. لقد خلق الله العباد في أروع حال من الاستقلالية والكرامة والحرية كي يزاول الإنسان معاني العزة ويفارق ما يضاد ذلك . إن التفريط بهذه العطايا الإلهية عبر التنازل عنها أو عدم المحافظة عليها أو التقاعس عنها من أسباب ضياعها. يظل باب الاصلاح مفتوحا لتعديل الأوضاع وردع العنف واستعادة الفطرة السليمة وبناء الشخصية القويمة وهذه الورقة بجميع جوانبها تسير في هذا السبيل في التعديل.

 

من التعريفات إلى العلاجات

العنف violence لغة هو الخرق بالأمر وقلة الرفق به، وهو يتضمن ثلاثة عناصر أساسية هي الشدة والإيذاء والقوة المادية. العنف كما عرفته هيئة الأمم المتحدة هو “الفعل القائم على سلوك عنيف ينجم عنه الإيذاء أو المعاناة (الجنسية، النفسية)، أو الحرمان النفسي من الحرية في الحياة العامة أو الخاصة” (الأمم المتحدة,2001 م). والعنف الأسري كل فعل أو تصرف مقصود موجه لأحد أفراد الأسرة ينطوي على الحاق الأذى أو الضرر في أي جانب يهدد الفرد، (النفسية والتربوية والأمنية والثقافية والاجتماعية أو الجنسية أو الاقتصادية).

العنف ظاهرة عالمية لا تخص دولة بعينها، ولكن تختلف بحسب الظروف المحيطة بكل مجتمع؛ فهناك العوامل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لكل مجتمع ولكل دولة. إن العنف أحد إفرازات البناء الاجتماعي يحدث عندما يفشل المجتمع في تقديم ضوابط قوية توجه سلوك الأفراد (مجدي, 2006م). العنف الأسري من أهم المشكلات في جميع المجتمعات ولقد ثبت من خلال الدراسات أن 38% من حالات العنف في الموطن العربي موجه ضد الزوجات (الجبرين، 2005م، ص 18).

هناك عبر التاريخ قضايا غامضة لا تطفو على السطح إلا نادرا لكنها تقع في السر ويسدل عليها ستار الكتمان من مثل قتل الشرف. يتساءل المرء كم امرأة قتلت دون جريرة وكانت شريفة وقتل مظلومة لكن سوء الظن والمصالح الذكورية ساهمت في هلاكها دون وجه حق. هذا الفعل الشنيع باسم قتل الشرف لا يليق بالسلوك البشري. قال تعالى عن هول ازهاق النفس بغير حق (مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً) المائدة32 . إن التستر على مثل هذه القضايا من عظائم الأمور (وَتحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ ) النور15.إن الأرقام والنسب المئوية المتعلقة بقتل الشرف في الوطن العربي لا تحكي لنا ما يحصل بالشكل الحقيقي في الواقع، فالحقيقة قد تكون أشد سوءا وكثيرا ما يتم التجاوز عن الواقع المرير لأسباب اجتماعية غير مقنعة.

من أسباب العنف الأسري:

1) الأسباب الإجتماعية والثقافية

تعطي الموروثات الثقافية القديمة المتمثلة في العادات والتقاليد الرجل السيطرة المطلقة على العائلة‏ في بعض الأسر.‏ يؤكد د. عبدالحميد الأنصاري – عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق في قطر – على أن “هناك بعض الآباء يسيئون فهم “القوامة” إذ يفهم منها التسلط والتسيد والانفراد بالرأيبل وحق الضرب للزوجة والأولاد توهماً بأن ذلك من حقوق الآباء والأزواج ومرد ذلك غالباً قصور التربية في ظل النظام الذكوري السائد في المجتمع العربي مع أن القوامة في المفهوم الشرعي من القيام على الشيء بما يصلحه برعايته وحمايته وتأمينه والإنفاق عليه وتحمل مسئوليته” (بتصرف يسير).

    وذكر الدكتور محمود قمبر (2002 م) أن “في دراسة مصرية حديثة وافق 96% من الرجال المستفتين على ضرب الزوج لزوجته في مجال تأديبها. كما أن 86% من النساء موافقتها على الضرب … ولا غرابة في ذلك فقد تربين وتشكلن في بيئات محافظة لها دينها وثقافتها, ولا يستطعن الانعتاق منها أو التمرد عليها, حتى مع وجود نشاط متزايد لفعاليات الحركة النسوية الحديثة التي تعمل لتحرير المرأة وتأمين حقوقها” (ص, 298).

لقد أوجدت هذه الأفكار الخطرة أجواء خصبة للعنف ضد المرأة . وتتجلى مظاهر العنف في الجانب الاجتماعي في سلب حق المرأة في اتخاذ القرارات المصيرية الخاصة بها كاختيار الزوج أحيانا أو التخصص الدراسي, أو مجال العمل.

    ويعتقد ضحايا العنف الأسري أن الذين يسومون زوجاتهم سوء العذاب لا يمثلون حالات فردية إنما هي ظواهر مجتمعية جلية تصل إلى مسامع الناس أو خفية تختنق في ممرات البيوت. لقد عبرت ضحية من ضحايا العنف عن سخطها قائلة إن المرأة في نظر كثير من الرجال لا تساوي شيئا, والرجل يسيطر في كل مكان فإننا غير موجودات… ونحن لسنا إلا ظل آبائنا وأخوتنا وأزواجنا ولكن هذا لا يمس حبنا لديننا ووطننا (الباز, 2006 م, ص 181) فهذه النظرات الجائرة لا وزن لها في ديننا الحنيف. والخطورة التربوية تكمن في الخوف والجبن وعدم التصدي لهذه الظواهر. فلا بد من وضع آليات مقننة ومدروسة للحد من العنف الأسري عامة والعنف ضد المرأة خاصة.

2) المفاهيم الخاطئة

تلعب المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالأدوار الاجتماعية كمفهوم حق الزوج في تأديب زوجته، وضرورة أن تقوم الزوجة بتقديم الطاعة المطلقة لزوجها والصبر على الإساءة واحتمال البطش كي لا ينفرط عقد الأسرة بالطلاق. إن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال “خيركم خيركم لأهله”  وكانصلى الله عليه وسلم خير النَّاس لأهل بيته  …كان رقيقاً معهم، رفيقاً بهم … كان يُخِيط ثَوبه

ويحلب شاته

ويخصف نعله

وما ضرب امرأة قط

3) الأسباب النفسية:

 إن الاضطرابات النفسية والضغوط الحياتية وضعف الإحساس بالمسئولية تجاه الأسرة تولد العنف الأسري وتعيق أو توقف العلاقات الزوجية. ومن مظاهر العنف النفسي “التعامل مع المرأة بمنطق التأنيث والاستهانة, وإنها أقل من الرجل في الحقوق والواجبات, مما يستوجب معاملتهن بطريقة مختلفة فتنتشر تعبيرات وألفاظ مثل (ناقصات عقل)” (غنيمة,2004 م, ص 317) بمعنى عدم استشارتها وأنها سفيهة. إن الأفراد الذين يعيشون في أسر يسودها العنف أكثر قابلية لأن يكونوا عدوانيين في تصرفاتهم . وتؤكد بعض الدراسات أن من أسباب العنف الأسري الواقع ضد المرأة أو الأبناء ناتج من تعاطي المخدرات وهو داء خطير وشر مستطير أخذ يداهم آلاف البيوت وهناك ما لا يقل عن عشرين ألف مدمن في دولة الكويت وهو رقم مهول لمجتمع صغير لا سيما أن معظم المدمنين من المتزوجين.

4) وسائل الإعلام: ينتشر العنف الأسري داخل الأسرة والمدرسة وذلك من خلال برامج وصور العنف السائدة في وسائل الإعلام المختلفة. إنها بطريقة غير مباشرة تطبع في الأذهان والوجدان عادات عصية على النسيان.

5) الخبرات الحياتية:  ينتقل سلوك العنف عبر الأجيال من خلال الخبرات التي يمر بها الطفل في مرحلة الطفولةالمبكرة والتي تشكل شخصيته عند البلوغ

الوقاية والعلاج

    1. تعزيز الوعي الديني الصحيح وتكريس القيم من خلال وسائل الإعلام والمناهج الدراسية والمؤسسات التعليمية فيالمجتمع.
    2. تفعيل مواد حقوق الإنسان في المناهج الدراسية وغيرها.
    3. تدريس المقررات التي تنمي مواهب المرأة في نواحي الحياة المختلفة, وتعتني بتثقيفها وتهدف إلى تفعيل دورها في الأسرة والمجتمع بطريقة متوازنة.
    4. عمل برامج حوارية في أجهزة الإعلام.
    5. تطبيق خلاصة المؤتمرات والحلقات النقاشية الخاصة بقضايا المرأة وتحويل توصياتها إلى واقع ملموس.
    6. إيجاد مؤسسات متخصصة لرصد هذه الظاهرة, والعمل على التعاملمعها بصورة منظمة.
    7. غرس مفهوم المهارات الحياتية (التسامح, احترام الآخرين, الصداقة, المساواة, الحوار الإيجابي، الاعتذار، الاعتراف بالخطأ….في نفوس الأبناء والبنات”.
    8. التواصل والتنسيق بين المؤسسات المجتمعية في سبيل إيجاد آليات مناسبة لمعالجة ظواهر العنف الأسري.
    9. إجراءالدراسات الميدانية عن وضع المرأة.
    10. إنشاء قاعدةمعلوماتيةعنمصادر والمراجع التي تخص المرأة ليتسنى للباحثين الرجوع إليها عند البحث والدراسة. كلما كان الرصد دقيقا كان الإصلاح سليما.
    11. بناء مراكز وهيئات وطنية مستقلة  لمواجهة ومعالجة العنف الأسري في اطار مؤسسي ووفق تدابير عملية.

العنف معضلة متشعبة

لقد قتلقابيلُ–أكبر أبناء آدم وحواء عليهما السلام- أخاه هابيل ونجح الشيطان في جعل الأخ يفتك بأخيه ويهدر دمه، ويزهق روحه. ومن يومئذ والأسرة مهددة وغدت مسرحا لحوادث مؤلمة أقرب للخيال. وما بين طغيان الإنسان وأطماعه، وبين كيد الشيطان ووسواسه وقعت جرائم أسرية سببها الحقد أو الملك أو الطمع ولم تشفع القرابة الأسرية من كبح جماح أولئك الطغاة. حرص القرآن الكريم على أن يسرد لنا ما وقع للأخوين ليحذرنا من مغبة الاسراف ومآل السلوكيات العدوانية داخل وخارج الأسرة فقال جل ثناؤه :

وَاتْلُعَلَيْهِمْنَبَأَابْنَيْآدَمَبِالْحَقِّإِذْقَرَّبَاقُرْبَاناًفَتُقُبِّلَمِنأَحَدِهِمَاوَلَمْيُتَقَبَّلْمِنَالآخَرِقَالَلَأَقْتُلَنَّكَقَالَإِنَّمَايَتَقَبَّلُاللّهُمِنَالْمُتَّقِينَ{27} لَئِنبَسَطتَإِلَيَّيَدَكَلِتَقْتُلَنِيمَاأَنَاْبِبَاسِطٍيَدِيَإِلَيْكَلَأَقْتُلَكَإِنِّيأَخَافُاللّهَرَبَّالْعَالَمِينَ{28} إِنِّيأُرِيدُأَنتَبُوءَبِإِثْمِيوَإِثْمِكَفَتَكُونَمِنْأَصْحَابِالنَّارِوَذَلِكَجَزَاءالظَّالِمِينَ{29} فَطَوَّعَتْلَهُنَفْسُهُقَتْلَأَخِيهِفَقَتَلَهُفَأَصْبَحَمِنَالْخَاسِرِينَ{30} فَبَعَثَاللّهُغُرَاباًيَبْحَثُفِيالأَرْضِلِيُرِيَهُكَيْفَيُوَارِيسَوْءةَأَخِيهِقَالَيَاوَيْلَتَاأَعَجَزْتُأَنْأَكُونَمِثْلَهَـذَاالْغُرَابِفَأُوَارِيَسَوْءةَأَخِيفَأَصْبَحَمِنَالنَّادِمِينَ{31} مِنْأَجْلِذَلِكَكَتَبْنَاعَلَىبَنِيإِسْرَائِيلَأَنَّهُمَنقَتَلَنَفْساًبِغَيْرِنَفْسٍأَوْفَسَادٍفِيالأَرْضِفَكَأَنَّمَاقَتَلَالنَّاسَجَمِيعاًوَمَنْأَحْيَاهَافَكَأَنَّمَاأَحْيَاالنَّاسَجَمِيعاًوَلَقَدْجَاءتْهُمْرُسُلُنَابِالبَيِّنَاتِثُمَّإِنَّكَثِير

اًمِّنْهُمبَعْدَذَلِكَفِيالأَرْضِلَمُسْرِفُونَ{32} (سورة المائدة).

غياب الرفق بداية لظهور العنف وبداية لانتشار علاقات اجتماعية غير مكافئة تتخذ من التسلط والقسوة مسلكا نتيجة لمتغيرات عديدة. من الخطأ تبسيط فهم السلوكيات الاجتماعية الشائكة والاعتقاد بأن سببا واحدا هو المحرك الأساسي لها ويزداد الخطأ عندما نلقي اللوم على أن اتباع السلوك الهمجي نابع من تركيبة الفرد وسماته الوراثية. هذه التفسيرات الأحادية لا تصلح كاطار مرجعي لأنها تعفي الأشخاص من تحمل تبعات مسئوليتهم الكاملة تجاه اختياراتهم وسلوكياتهم التي يمارسونها بحر ارادتهم. تلك الأنماط الفكرية تبرر الفوضوية وتمدها بمكونات البقاء في حياة الناس. ونظرا لغياب الثقافة الشرعية عند شرائح كثيرة من المجتمع يستعين البعض بأساليب غير سليمة لعلاج أزماتهم النفسية وضوائقهم الاجتماعية. تلجأ فئة من الناس إلى العرافين وغير المتخصصين لأخذ استشارات وارشادات لتحسين حالتهم الأسرية ظنا منهم أن الواقع يتغير عبر الاستعانة بقوى خارجية قادرة في التأثير في حياتهم.

” إذا كانت مسألة العنف الأسرى مسألة شائكة ومعقدة ولا تكفي نظرية واحدة في فهمها أو تفسيرها، فإن الأمر كذلك فيما يتعلق بمكافحتها ومواجهتها. فمن غير الإنصاف تحميل مؤسسة بعينها مسؤولية هذه المكافحة. فجميع مؤسسات المجتمع المدني مطالبة بهذا. وجميع هذه المؤسسات ستبقى مدانة إذا ما تخلت عن الاضطلاع بهذا العبء. فآثار العنف الأسرى السلبية لا تنعكس على الأسرة وحدها فقط، بل تمتد لتطال المجتمع والدولة على حد سواء.” (ساري، 2007م).

يرى علماء النفس والعاملون في ميادينه المتعددة أن العنف يأتي نتيجة الإحباط، إذ تكشف دراسة مراحل النمو الجسدي والنفسي والاجتماعي للطفل أن أي حاجز يحول دون تحقيق  إشباع حاجاته العضوية ينمِّي لديه الشعور بالإحباط، ويؤدي إلى سلوك عدواني كتحطيم الألعاب والأشياء، وقد يستمر هذا السلوك في شخصية الطفل إذا وُجِدَتْ الظروف المعززة له، فيصبح العنف بالنسبة إليه سلوكاً طبيعياً واستجابة تعويضية عن الإحساس بالنقص أو الضعف. يجد العاملون في ميادين علم الاجتماع أن العنف سلوك اجتماعي يأتي من خلال التعلم، ومن خلال ما تعززه البيئة الثقافية والاجتماعية المحيطة من ميول واتجاهات نحو الأشياء عامةً، ونحو الآخرين من بني البشر خاصةً، وغالباً ما تقترن الاتجاهات المعززة للسلوك العدواني بمظاهر التفكك الاجتماعي والانحلال في نسيج العلاقات الاجتماعية، وكلما كان ارتباط الفرد أقل بالمنظومة الثقافية والحضارية والاجتماعية للجماعة التي ينتمي إليها ظهرت في سلوكه أنماط عدوانية، وأشكال من العنف، في حين يؤدي الارتباط بالمنظومة الثقافية والحضارية إلى ظهور أنماط من السلوك، قوامها التضافر والآخرَ ضمن المنظومة الاجتماعية والثقافية الواحدة (عمران، 2011م).

التغيير الفعلي للسلوك البشري قد يتأثر أحيانا وعلى نحو ثانوي بالمؤثرات الخارجية إلاأن التصحيح الأكبر مصدر ذات الفرد المتمثل في وجدانه وفكره وروحه. قال تعالى {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ}الرعد11. إن جلب الخيرات وبلوغها ودفع المنكرات والتحرر منها غاية لبناء أخلاقيات الإنسان الذي ينتصر على أهوائه ويحكم عقله ويكون للقيم الرفيعة متبعا.

وبما أن لكل حالة تتعرض للعدوان خصوصيات وتفصيلات وملابسات ومحرضات فإن العلاج يكون تبعا لذلك ويزداد تعقيدا وتشابكا وتشعبا. لا يمكن التركيز على تحسين وتطوير معتقدات الجاني والضحية واهمال الجانب السلوكي بل العلاج المتوازن الفاعل ينظر للإنسان ككيان متكامل شديد التأثر بالصدمات المتتالية وارهاصاتها المتوقعة. وفق هذا المنوال يكون التعامل مع العنف الأسري مرتبطا بعوامل عديدة منها العوامل النفسية والدينية والثقافية والاجتماعية. وعلى ضوء ذلك فإن الاستعانة بأصول التربية من الأهمية بمكان لأن الخلل في الشخصية ينتج من اسقاط أو غياب أصل أو أكثر من أصول التربية.

لأن أسباب العنف وأشكاله متنوعه فالحلول والعلاجات كذلك تعتمد على طبيعة كل مشكلة وطبيعة كل عائلة. هناك عنف جنسي وهناك اعتداءات ضد الأطفال وهناك اساءة للمسنين وعليه يصعب اعتماد منهج واحد لمواجهة حوادث العنف في اطار المنزل الذي قد يمارس عنفا ضد الشغالة أو السائق وقد تلعب الخادمة أيضا دورا خطيرا في تهديد الأمن في المنزل عبر ممارسات خاطئة.

إن القضاء على العنف الأسري قضية تشغل بال الجميع ويقوم المتخصصون في ميادين شتى بوضع أبرز الخطوات العلاجية ولا قيمة لها إذا لم يتم الانتفاع منها عمليا مع تطوير آلياتها بما يتفق مع كل وضع اجتماعي. لا نمتلك نظرية تربوية تصلح علاجا لجميع الحالات لكن القسمات الأساسية لمواجهة العنف الأسري تحمل في طياتها مقومات بناء شخصية راشدة تقود الأسرة نحو النضج والنجاح والتفوق وذلك بعد التخلص من عادات العنف وهي عادات ممقوتة يمكن التخلص منها ومن الخطر الاستسلام لها.

بث الثقافة التربوية

استنادا إلى أصول التربية فإن وجود وشيوع العنف الأسري يدل على اختلال في فهم أو تطبيق معاني التسامح فالجهل بأصول التربية القويمه يشكل عاملا مهما لنشوء وانتشار بلاء العنف بكافة صوره الكريهة. ويرتبط بهذا العامل نقص المهارات الاجتماعية في حل المشكلات لا سيما في الساعات العصيبة التي تتطلب ايقاظ الذهن وإدارة النفس، والتريث لمنع رود الفعل السلبية. إن تدريب الناشئة منذ الصغر على الأسلوب المهذب في معالجة الخلافات يقي الأفراد ويرتقي بطبيعة حياتهم. إن نشر الثقافة التربوية المبنية على التعايش والتسامح والاحسان والعدل والفضل خير وسيلة لتقليص مظاهر العنف في الأسرة والمجتمع على حد سواء.

وفي هذا السياق فإن وسائط ووسائل التربية معنية اليوم بتطوير خطابها ومفرداتها وآلياتها ومناهجها لمواجهة أعاصير السلوكيات العدوانية الجارفة. ولتوضيح ذلك لا بد لوسائل الإعلام والمساجد والمدارس وغيرها أن تكشف مسببات ومآلات العنف الأسري وأن العدوان سلوك منبوذ إسلاميا، ويمقته العقل الحر، ويرفضه المجتمع الكريم. إن ابراز النماذج الحضارية الراقية في تعاملاتها الإنسانية من أسباب ترسيخ وبسط مكارم الأخلاق ومداواة الجروح النازفة التي تقع ضحية لسلوكيات لا إنسانية. وفي هذا السبيل تأتي القدوة الحسنة والقصة المعبرة والأقوال المؤثرة كوسائل تربوية فاعلة في علاج العلل الاجتماعية وعلى رأسها العنف الأسري الذي يشتت طاقات الأفراد ويحرمها من دفء البيئة المنزلية. تغليب الشدة والعنف على الرفق واللين علامة على اتجاه الوضع نحو حياة أسرية مفككة.

تشهد الساحة الوطنية العديد من الفعاليات المناوئة للعنف بكافة أشكاله وذلك عبر أنشطة مؤسسات المجتمع المدني كل حسب مجاله. ومن جهة أخرى بدأت وزارة التربية بتطبيق مشروع ضخم هو مشروع تعزيز القيم التربوية المستمدة من الشريعة الإسلامية ضمن الخطة الإنمائية لوزارة التربية وذلك تحت اشراف قطاع الأنشطة الطلابية . وهذا المشروع التنموي وأمثاله يحي في مدارسنا ومؤسساتنا مدى أهمية نبذ العنف كقيمة من أبرز قيم الإسلام. إن غياب القيم الحميدة فكرا وسلوكا يؤدي إلى شيوع كيفيات ومسلكيات عدوانية لا تتسق مع العقل، ولا تنسجم مع الفطرة، ولا تنتظم مع معطيات الضبط الاجتماعي. تلك المشاريع الرائدة وغيرها لدعم الأخلاق تستحق المؤازرة والاستمرار كي تزدهر وتثمر وتؤثر في مجتمعنا. إنها مشاريع تمس الناشئة بصفة مباشرة مما ينتقل أثره وفضله على العائلة فتشهد علاقاتها المزيد من التماسك.

استنادا للمعطيات السابقة وغيرها لم تعد معالجة العنف الأسري مسألة عابرة بل أصبحت قضية جوهرية تهدد أمن المجتمع برمته مما يستدعي عقد الجلسات الحوارية المتأنية من أهل الاختصاص والخبرة لعرض أنجع الحلول الكفيلة بمواجهة هذه المعضلة المتنامية عبر خطوات منهجية شاملة وذات جدوى على أرض الميدان. عبر الزمن تكدست مجموعة موروثات سلبية تسوغ العنف وهذه الموروثات اللاعقلانية عشعشت في أذهان فئة من الناس فسلكوا مسالك سلطوية في محيط الأسرة ومع البيئات الأخرى. إن بث الوعي التربوي أساس الاصلاح الاجتماعي. وعلى هذا الاعتبار فإن الحوار الأسري صمام أمان لأنه يقوم على حق التعبير والاختلاف مما يسهم في انضاج الشخصيات ورفع مستوى التعامل القائم على الاحترام؛ تلك القيمة التي تؤسس لقيم تالية لا غنى عنها.

إن العنف الأسري أو المنزلي (domestic violence ) هو عنف يقع بين أفراد تربطهم علاقات حميمة وينجم من هذا الشكل من العنف أضرار تقع على الضحية نفسيا وبدنيا على المستويين القريب والبعيد. وهذاالفعل الذي يجرمه القانون ويحرمه الدين  يقع في جميع أنحاء العالم قديما وحديثا والسكوت عنه يزيد من فرص حدوثه.

الوعي بالمراد بالعنف الأسري ومآلاته خير وسيلة لقطع دابره. تشير الموسوعة العربية(2004م) إلى أن العنف “المنزلييشير إلى سوء المعاملة الجسدية أو الجنسية أو العاطفية أوالنفسية التي تحدث بين الأزواج والأزواج السابقين وغيرهم من الراشدين الذين ربطتبينهم سابقًا، أو تربط بينهم حاليًا علاقات حميمة. ويميز العديد من الخبراء بينالعنفالمنزلي وسوءالمعاملة التي يتعرض لها كبار السن أو الأطفال.وقد يلجأ كل من الرجالوالنساء إلى استخدامالعنفأحدهما ضد الآخر، ولكن من المرجح أن تتعرض النساء بصورةأكثر من الرجال للإصابة أو القتل من قبل شركائهم” (باختصار). ومهما يكن الأمر فإن “العنفالأسريمشكلةتعانيمنهاالأسرةالمسلمة،وتشكلتحديًاظاهرًالأهدافوغاياتالتربيةالإسلامية” (باهميم، 1427م) .

السلوك الانحرافي سلوك مكتسب تقوم العوامل الخارجية والبيئة المحيطة بتغذيته أو علاجه ويلعب الفرد (الجاني أو الضحية) دورا حاسما في ايقاف السلوك العدواني عبر تطبيق اجراءات عديدة تعيد له شخصيته الفاعلة المتوازنه وإرادته الحرة وعلاقات الاجتماعية الايجابية.ولا ريب أن الضعف الإيماني يسبب مشكلات لا حصر لها واحياء المشاعر الدينية من أفضل وسائل التربية الدينية لبناء الشخصية واعادة العافية لها.

الزوجان وقيم السلام

من أجل ايقاف السلوك المتنمر والعنيف بين الزوجين فلا بد من ترسيخ وتطبيق الخطوات التربوية التالية:

  1. الايمان الكامل بقدرة التربية على تشكيل شخصية الإنسان كي يكون سويا تهفو نفسه للرفق والتعايش وتأسيس أسرة قوامها الاحترام المتبادل . قال الرسول صلى الله عليه وسلم:”إنما العِلْمُ بالتّعلُّمِ، وإِنَّما الحِلْم بالتَّحلُّم، ومَنْ يتحرَّ الخيْرَ يُعْطَهُ، وَمنْ يَتَّقِ الشَّر يُوَقَّهُ”[1].
  2. عدم تبرير العنف ولا بد من الاقرار بأنه سلوك سيئ لا يليق بأحد الزوجين اللجوء إليه ولا حتى التفكير فيه.
  3. التأمل بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم واستلهام هديه الحضاري الرفيع الذي اختطه لأمته إذ جعل الرحمة والرفق والتغافر والصفح سياجا آمنا لحفظ كيان الأسرة. قال جل ثناؤه{لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (التوبة: 128).
  4. فتح باب الحوار المتوازن بين الزوجين ورفض التسلط والاستبداد لأي طرف فالإنسان يغريه الشيطان وتطغيه الأهواء فيتجاوز الحدود ولا يأمن على نفسه من الزلل. من هنا فللمناصحة والتذكير والنصيحة والحوار دعائم تثبيت موازين العدل في المحيط الأسري.
  5. لا بد للزوجين في ساعات الصفاء من الاتفاق على مجموعة قواعد وأساليب لمعالجة النزعات بينهما. تلك القواعد من أهم سماتها الوضوح والحسم والعدالة.
  6. ليس من الحكمة أبدا اتخاذ قرارات مصيرية ساعة الغضب والضيق الشديد فتأجيل الأحكام في مثل هذه الظروف أسلم وأحكم.
  7. التقليل من شأن أو عقل أو عمل أو مكانة أحد الزوجين يقود لأضرار جسيمة.
  8. الاحتكام لأهل الفضل والحكمة من الأهل والمتخصصين يكون حتميا إذا فشلت جميع المحاولات في وقف العنف.
  9. التهديد والوعيد واستخدام الأبناء ذريعة لممارسة الضغوط والرضوخ من أسوأ صور العنف والقبول به كواقع أشد خطرا.
  10. Men get an erection due to good blood flow to the organs which makes the erection generico viagra on line possible for longer time period.

    إعادة بناء الأسرة على الثقة لا الشك والابتعاد عن ذكر المساوئ لقول المولى سبحانه  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} (الحجرات12).
  11. تأمل الخبرات المماثلة التي نجحت في التخلص من داء العنف الأسري والتأسي بخطواتها والاسترشاد بطرائقها.
  12. التأكيد المستمر على أن العاقل يبحث عن الحلول الحكيمة ولا يستلم للاذلال أبدا.
  13. ابعاد الطفل عن مشاهدة مشاجرات الأبوين.
  14. ترسيخ مفهوم أن الضرر لا يُزال بمثله.

1(رواه الدار قطني في الإفرادانظر صحيح الجامع الصغير للألباني، ج1 ص 461).

المدخل التربوي لوقف العنف إزاء الأبناء والبنات

من الابتلاءات الشديدة للإنسان أن يتجاوز اللإنسانحدوده فيعتدي بالضرب أو الإهانة ويجرح مشاعر أحبابه . ولهذا كان الأمر غاية في الخطورة ولا سيما ونحن نجد حالات تجاوزت كل الحدود في ايقاع العقوبة القاسية ضد فلذة كبده ثم كان الندم ملازما له مسيطرا عليه. فيما يلي مجموعة رؤى منبثقة من التربية الإسلامية التي تحتوي على علاجات جوهرية من شأن تقليص العنف الأسري منها:

  1. التوقف الفوري عن لوم الآخرين والاقرار بأن الأخطاء لدى الآخرين وتقصيرهم ليس مبررا للنزوع نحو الغلظة.
  2. الإيمان بأن الخير والرفق والحلم عادة تترسخ بالممارسة وتثمر بالمعاهدة والاستمرار.
  3. علينا كآباء التقرب إلى الأبناء عبر مشاركتهم بعض مناشطهم قد يكون الأمر بداية صعبا ولكنه مع الاعتياد والمحاولة المنتظمة تتحول إلى عادة ايجابية.
  4. تأسيس علاقة تفاعلية بين الزوجين تتيح للطرفين حرية كاملة للتعبير عن الرأي ومراجعة ونقد الممارسات التأديبة التي تمارس لتهذيب الأبناء والبنات في جو من التفاهم وحسن الظن والكلمة الطيبة البناءة.
  5. يمكن التأديب بلا عقاب بدني متعسف ومن دون توجيه العبارات القاسية المهينة فإن فضاء التربية أوسع ولهذا فإن اكتساب مهارات جديدة قوامها الضبط والحزم والوسطية والحكمة من الضرورات التربوية المهمة.
  6. الالمام بمبادئ التربية من أساسيات تربية الناشئة وهي وقاية من المشكلات وتنمية للمهارات وعلاج لكثير من العلل الاجتماعية من مثل العدوان الأسري.
  7. تبصير الأبناء بحقوقهم وتدريبهم على حماية أنفسهم بحكمة وتزويدهم بالثقة بالنفس وسائل حكيمة يستطيع الأبوان تدريب الأبناء عليها وفي ذلك عصمة للجميع من طغيان أو غضب أحد أفراد الأسرة. تمكين كل عضو في العائلة كيفية مفيدة لنبذ التسلط بكافة صورة. إن الإنسان مهما بلغ من حسن الأخلاق فيحتاج للضبط الاجتماعي إلى جانب الرادع الذاتي والضمير الحي المرتبط بتقوى المولى سبحانه.
  8. ان افتقاد أولياء الأمور لمهارات حل المشكلات يضعهم في مواجهات وصدامات أسرية كان يمكن تجنبها وعلاجها بنهج مغاير. إن تأهيل الآباء تربويا واجتماعيا وقانونيا واعلاميا من الخطوات العملية لدحر العنف الأسري.
  9. المحافظة على الفرائض كالصلاة والصيام خير وسيلة لتقوية الإرادة وتهذيب السلوك. الفرائض بمثابة تدريبات عميقة ويومية ودائمة وشاملة لاعادة شخصية الإنسان وحملها على اعتياد مكارم الأخلاق. قال المولى سبحانه {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ }العنكبوت45. قال علماؤنا ” اتل ما أُنزل إليك من هذا القرآن, واعمل به, وأدِّ الصلاة بحدودها, إن المحافظة على الصلاة تنهى صاحبها عن الوقوع في المعاصي والمنكرات; وذلك لأن المقيم لها, المتمم لأركانها وشروطها, يستنير قلبه, ويزداد إيمانه, وتقوى رغبته في الخير, وتقل أو تنعدم رغبته في الشر, ولَذكر الله في الصلاة وغيرها أعظم وأكبر وأفضل من كل شيء. والله يعلم ما تصنعون مِن خيرٍ وشر, فيجازيكم على ذلك أكمل الجزاء وأوفاه”.
  10. العناية بانتقاء الألفاظ فالكلام الفاحش يقود لفعل مماثل فانتقاء القول الجميل أوضح مسلك للارتقاء بوجدان الإنسان وتحسين معيشته.
  11. لردع العدوان لا بد من تقوية النسيج الأسري عبر التواصل الاجتماعي المتوازن وتقوية النسيج الاجتماعي واعادة الهيبة للأبوين والأجداد والأعمام والأخوال بحيث يصبح بعضهم مؤهلا للتدخل في حال الضرورة لوقف الاسفاف بحكمة، ومنع الانحراف برفق وأناة.
  12. المساعي العلاجية النابعة من اجتهادات أفراد الأسرة من أقرب سبل الصواب لتقليص المشكلات ومنع الاعتداءات فأهل مكة أدرى بشعابها.

ولأن مشكلة العنف الأسري مشكلة واسعة الانتشار (widespread problem) إلا أنه يصعب معرفة حجم هذه المشكلة لما يحوطها من غشاء سميك من السرية. هذا لا يمنع من أن المراقبين لهذا الأمر يمتلكون تصورات وقائية وعلاجية جادة يمكن الافادة منها لكبح جماع هذا الداء. يؤمن التربويون إيمانا جازما بأن التربية الرشيدة قادرة بعون الله تعالى على معالجة المشكلات التي تعتري الإنسانية وتزيل ترسباتها المصاحبة عبر تنمية الإرادة وتحرير الفكر من التصورات السالبة ومحو الثقافة العدوانية. التزكية المتزنة سبيلنا نحو تقويم أوضاعنا المنحرفة وعلاج أمراضنا الاجتماعية. قال الحق سبحانه {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا} (الشمس: 9).فالموفق من يسر الله سبيله لينمي نفسه دائما بالخير ويعمل كي يقوم بالاقلاع عن ايقاع الضر والأذى بالناس لا سيما في حق أقرب الناس إليه. إن قابلية الإنسان للطغيان تزداد كلما قل الاعتناء بالزاد الإيماني وكلما تم تعطيل العقل عبر اتخاذ مواقف غير عقلانية مشحونة بالعاطفة المدمرة.

إن المطلع على حجم وهول أضرار العنف الأسري ينتابه شعور مخيف يكاد يعصف بكثير من المحاولات الإصلاحية لكن الأمل في اصلاح الأمور عبر بوابات التربية الإسلامية ، وقنوات التجارب الإنسانية العالمية من الدعائم التي تعيننا يقينا على الصمود أمام التحديات والتقدم قدما نحو علاجها بمزيد من الاستبصارات العملية لتصويب الأوضاع الأسرية المضطربة. ولا ريب أن أمثال هذه الحلقات النقاشية التي هدفها الإثراء والبناء لبنة مهمة في صرح الاصلاح المجتمعي.

اجتناب أسباب الغضب المذموم

الغضب الذي يتعدى حدود الانفعال الطبيعي هو ذلك الانفعال المحموم الذي يصاحبه ميل للاعتداء والانتقام وتوقيع العقوبة على شخص أو أكثر. ومن العبارات الموجزة والموفقة التي تصف عاقبة الغضب قولهم “أول الغضب جنون وآخره ندم”.  إن استبداد الغضب من مساوئ الأخلاق لأنه يمنع الرفق ويقطع الرحم ويخرج صاحبه من حيز الاعتدال ويجعله يرتكب أفظع الأعمال وأبشع الأقوال. ويزذاد هذا الخلق خطورة في البيئة الأسرية لأنه يشعل الفتن فيها بل الغضب يقوض أركان الأسرة ويهدم القيم ويفسد النفوس. إن الغضب يفسد الأسرة كما يفسد الخل العسل. ورد في صحيح البخاري وصية مختصرة غاية في الأهمية في علاج العنف وغيره من الأزمات. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوْصِنِي، قَالَ: لَا تَغْضَبْ. فَرَدَّدَ مِرَاراً ، قَالَ: لَا تَغْضَبْ. ومعنى قوله ” لا تغضب” اجتنب أسباب الغضب ولا تتعرض لما يجلبه كما قال علماء السلف الصالح. إن ادارة المشاعر من الفنون المهمة لحفظ ورعاية الحقوق الأسرية وهي خطوات عملية تقتضي التأني وكسر حدة الغضب بقودة الإرادة وتفريغ الشحنات النفسية السالبة وتصريفها بحكمة.

         يؤدي الغضب الشديد إلى الفسوق وتقطيع الأرحام وضياع الحقوق. قال علماؤنا كما في كتاب فتح الباري للعسقلاني “لأنه يولد الحقد في القلب والحسد وإضمار السوء على اختلاف أنواعه، بل أولى شيء يقبح منه باطنه، وتغير ظاهره ثمرة تغير باطنه، وهذا كله أثره في الجسد، وأما أثره في اللسان فانطلاقه بالشتم والفحش الذي يستحي منه العاقل ويندم قائله عند سكون الغضب ويظهر أثر الغضب أيضا في الفعل بالضرب أو القتل، وإن فات ذلك بهرب المغضوب عليه رجع إلى نفسه فيمزق ثوبه ويلطم خده، وربما سقط صريعا، وربما أغمي عليه، وربما كسر الآنية وضرب من ليس له في ذلك جريمة”.

التربية الأخلاقية أساس علاج العنف الأسري فالغضب المذموم ينشأ من سوء الخلق.يرتبط الغضب بعادتين من أسوأ الأخلاق؛الحقد والحسد. عن عبْدِ الله بنِ المُبَارَكِ، أَنّهُ وَصَفَ حُسْنَ الْخُلُقِ فَقَالَ: هُوَ بَسْطُ الْوَجْهِ، وبَذْلُ المَعْرُوفِ، وكَفّ الأَذَى. وقال الإمام أحمد: حسن الخلق، أن لا تغضب ولا تحقد. وعنه أنه قال: حسن الخلق أن تحتمل ما يكون من الناس. وقال إسحاق بن راهويه هو بسط الوجه وأن لا تغضب. تطرق الغزالي بالتفصيل إلى موضوع علاج الغضب في احيائه وتعد كتاباته في هذا المجال من روائع التربية الإسلامية.

استيعاب صور العنف الرمزي للتخلص منه

قد يسبق العنف الرمزي (الصراخ والتهديد والاهانة)مرحلة الاعتداء البدني فيكون العنف الرمزي والعاطفي مقدمة له، وقد يصبح عادة أسرية يتم تغليفها بحجج واهية من مثل حماية الضحية أو يدعي المعتدي أنه يلجأ إلى أسلوب الاهانة والقسوة والتهديد لأنه يريد مصلحة الضحية فتصدق الضحية ذلك. هذه الحيل النفسية تسوغ لجميع الأطراف بأن العنف الرمزي من الأمور العادية في الحياة اليومية من باب التأديب والحب والغيرة.ومن الأمراض النفسية أن يحب الفرد جلاده أو يعتاد على الخضوع له. يقول  أحمد شوقي:

قد تعيش النفوس على الضيم حتى لترى في الضيم أنها لا تضام

يدرك المفكرون إنه لمن السذاجة بمكان الاعتقاد بأن العنف ضد الآخر يتحدد بالاعتداء الفيزيائي على الأشخاص والأشياء مثل الضرب والتدمير فحسب، فهذه الأنماط من العنف لا تقف نتائجها عند حدود الموت والآلام الجسدية أو عند حدود التدمير وإحداث الفوضى المادية، بل تؤدي أيضا إلى توليد آلام وخسائر وأحزان نفسية، وهذه الآثار النفسية تتكشف على صورة نتائج شديدة الوقع والتأثير: الاضطهاد، فقدان الإحساس بالأمن، الحقد والكراهية، ومن ثم تدمير المرجعيات الأخلاقية. هذه الظواهر تبدو من حيث المظهر متباعدة ولكنها في جوهرها تشير إلى عنف من نوع آخر وثيق الصلة بالعنف الفيزيائي وهو ما يسمى بالعنف الرمزي وهي تسمية تطرح بذاتها إشكالية معرفية لأنها غالبا ما توظف في أدبيات علم الاجتماع بمعاني ودلالات مختلفة . لقد دأب المفكر الفررنسي بيير بورديو على استخدام مفهوم العنف الرمزي في أغلب كتاباته التربوية كما في أعماله التي تحمل طابعا اجتماعيا وذلك لتفسير ما يطلق عليه الهيمنة الذكورية. يعرف بورديو العنف الرمزي (الهيمنة الرمزية) بأنه: “عنف ناعم خفي غير مرئي وأنه فوق ذلك كله مجهول من قبل ممارسيه وضحاياه، ويتجلى هذا العنف في ممارسات قيمية ووجدانية حيث يتجسد في قيم الثقة والواجب والإخلاص الشخصي والكرم والعطاء والدين والعرفان والشفقة والرحمة وهذا التجلي يشمل جميع الفضائل التي يعبر عنها بالشرف والأخلاق والسعادة”. فالهيمنة الرمزية تمثل في جوهرها عملية تطبيع الآخر على دونية الهوية وضعف الإحساس بالقيمة الذاتية وازدراء الأنا عبر عملية تمويه تعتمد الفعاليات الرمزية في تحقيق أهدافها وغاياتها (وطفة، 2012م).

ينتج من العنف الرمزي الانهزام والتنازلات في الحقوق فضلا عن سقوط القيم ، وتهشم المدركات، واهتزاز الثقة بالنفس. ومع مرور الوقت تعتاد الضحية الاهانات بل تعتقد أنها من حق الآخر وهكذا تتوارث الأجيال قيم الخضوع والذل والاستكانة بل قد تقبله جهلا وتدافع عنه وتعتاد عليه. إن الذي يعتاد الاهانة يقع في أخلاقيات قبيحة تخدش شخصيته وتعكر فكره من مثل الوقوع في الكذب والتذبذب في الرأي وعدم ثبات الأقوال والأفعال مما يسهم في ضياع شخصية الفرد. لقد خلق الله سبحانه الإنسان في أحسن تقويم والدفاع عن هذه القيمة الكبرى؛ قيمة الحرية والكرامة والهوية المستقلة والشخصية الرافضة للظلم من أهم حاجات الفرد من جهة ومن أبرز ركائز التربية المدنية من جهة أخرى. وفق هذه النظرة المعمقة للعنف الرمزي وخطورته يمكن ارشاد الجاني والمجني عليه كي يستيقظ ثم يستبصر ثم يتحرك بفاعلية فيصلح أفكاره وأفعاله.

لا شك أن التشكي وحده لا يغير الأمور ولكن اتخاذ خطوات عملية لايقاف العنف هو الأمر المطلوب وهذا لا يتحقق إلا بتوعية جميع الاطراف بخطورة العنف اللفظي والرمزيوالعاطفي ووضع خطوات كفيلة بقطع دابر هذا التسلط الخانق وإلا تسريح باحسان قبل أن يستفحل الخطر بين الزوجين ويقع ما هو أسوأ.

أهم المراجع العربية

أبو رياش، حسين وآخرون. (1427 هـ – 2006 م). الإساءة والجندر. ط1،  الأردن: دار الفكر.

أبو نجيلة, محمد سفيان (2005 م). تقبل عنف الزوج والعدوانية والأنوثة- الذكورة وعلاقتهم بالعنف الموجه ضد الزوجة في محافظات غزة. في مجلة دراسات الطفولة, المجلد الثامن العدد 29.

الأمم المتحدة, (2001). مفوضية حقوق الإنسان سلسلة التدريب المهني رقم 7: دليل التدريب على رصد حقوق الإنسان. نيويورك وجنيف:  الأمم المتحدة, في موقع أمان – المركز العربي للمصادر والمعلومات حول العنف ضد المرأة:http://www.amanjordan.org

الباز، رانيا (2006م). المشوهة: عندما تتحول جريمة عاطفية إلى قضية دولة. ط1، تعريب جورج قاضي. بيروت: عويدات.

باهميم، أميرةبنتأحمدعبيد (1427م). دورالتربيةالإسلاميةفيمواجهةتحدياتالعنفالأسري. بحثمكمللنيلدرجةالماجستيرفيالتربيةالإسلاميةوالمقارنة. اشراف: الباز محمودبنعطامحمدعليمسيل. جامعة أم القرى: كلية التربية.

 بدر محمد ملك وآخرون (1425 هـ =  2004 م). صورة المرأة في كتب اللغة العربية في المرحلة الابتدائية في دولة الكويت. بحث منشور في مؤتمر “حقوق الإنسان : التحديد  والتبديد رؤى تربوية” معهد الدراسات التربوية. جامعة القاهرة.

الجبرين، جبرين علي (1426هـ-2005م). العنف الأسري خلال مراحل الحياة. ط1، الرياض: مؤسسة خالد الخيرية.

ساري، حلمي (2007م). العنف الأسري بين علم الاجتماع والقانون. موقع دهشة: http://www.dahsha.com

الساعاتي، سامية حسن (2007م). المرأة والمجتمع المعاصر. القاهرة: دار قباء الحديثة.

الصالحي، محسن حمود ، وملك ، بدر محمد (1428هـ – 2007م). مواصفات الأزواج في عيون الزوجات: رؤية تربوية من حديث أم زرع. ط1، الكويت: اقرأ.

عثمان ، عثمان أبوزيد (2010م). وسائل الإعلام والعنف الأسري. الرياض: جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.

عمران، كامل (2012م). العنف. الموسوعة العربية. دمشق. موقع الموسوعة. المجلد الثالث عشر، العلوم الإنسانية، الفلسفة وعلم الاجتماع و العقائد.

غنيمة, هناء أحمد شوقي (1424 هـ – 2004 م). العنف الموجه نحو الزوجة وعلاقته بالسلوك العدواني للأبناء لدى عينة من زوجات المدمنين وزوجات غير المدمنين في ضوء بعض المتغيرات الديمجرافية. في مجلةالتربية: العدد 133 الجزء الأول, جامعة الأزهر: كلية التربية.

الفتيحى، رقية نعيم (1429هـ-2008م). التنشئة الاجتماعية وظاهرة العنف الأسري في المجتمع السعودي. ط1، القاهرة: دار الغد الجديد.

القشعان، حمود (1431هـ-2011م). وقفة مع أسرتك: أسرتك أمانة. ط1، الكويت: دار اقرأ.

الكندري، لطيفة حسين وملك، بدر محمد (1424 هـ = 2003 م). تربية المرأة من منظور الشيخ محمد الغزالي. في مجلة العلوم التربوية, أكتوبر (2003) العدد الرابع, جامعة القاهرة: معهد الدراسات التربوية.

الكندري، لطيفة حسين وملك، بدر محمد (1426 هـ = 2005 م). ما لا نعلمه لأولادنا: تربية المرأة من منظور الشيخ محمد الغزالي. ط1, جدة: مركز الراية للتنمية الفكرية.

اللجنة الوطنية المشتركة لمعالجة العنف الأسري (2010م). مشروع ود لمناهضة العنف الأسري. كتيب تعريفي بقضايا العنف الأسرى.

مجدي, مروة (2004 م). المذيعة السعودية.. حلقة مضيئة في مسلسل العنف! في موقع إسلام أون لاين (islamonline.net).

موسوعة الأسرة. اللجنة التربوية, اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية (1423هـ- 2002). الجزء: 2، الكويت: مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.

موقع المرأة الكويتية: مسيرة , تحدي , إنجاز (1427 هـ – 2006 م). http://www.kwomen.com/Home.asp

وطفة، علي (2012م). الاستلاب الرمزي للهوية. موقع حركة مصر المدنية (civicegypt.org).

يحمد, هادي (1427 هـ – 2006 م). تأسيس “المنتدى الأوربي للمرأة المسلمة”. في موقع إسلام أون لاين.نت: http://www.islam-online.net/Arabic/news/2006-03/04/article05.shtml

أهم المراجع الأجنبية

domestic violence. (2011). Encyclopædia Britannica.Encyclopædia Britannica Ultimate Reference Suite.  Chicago: Encyclopædia Britannica.

Encyclopedia of Women & Islamic cultures. (2006) Vol3 . Boston: Brill.

Gelles, Richard J. “Domestic Violence.” Microsoft® Encarta® 2009 [DVD]. Redmond, WA: Microsoft Corporation, 2008.

Lynetta (2011-12-14). Domestic Violence: “You Are Not Alone” (Kindle Locations 1118-1120). AuthorHouse. Kindle Edition.


1(رواه الدار قطني في الإفرادانظر صحيح الجامع الصغير للألباني، ج1 ص 461).